الجمعة، 14 أغسطس 2015

الشرط الجزائي في اسبانيا .. ما هو جوهره ؟ وكيف يعمل ؟



بسم الله الرحمن الرحيم ,
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. طاب يومكم !

مقدمة


تُعد فترة الميركاتو الصيفي واحدة من أعقد و أسوأ فترات الموسم على الأطلاق . يعيش المشجع حينها في قلق و ترقب طوال تلك الفترة الطويلة جدا وسط ضوضاء إعلامية واسعة الإنتشار تبدأ ولا تنتهي. كثيرة جدا هي المواضيع المرتبطة بهذا السوق والتي تحتاج إلى شرح دقيق و مفصل لكن حديثي في هذه المدونة سيكون مخصص و مقتصر على أمر مهم جداً يحتاجه كل مشجع وعاشق لـ الكرة الأوروبية بشكل عام والكرة الإسبانية بشكل خاص الا وهو (الشرط الجزائي للاعبين في اسبانيا , ما هو جوهره ؟ وكيف يعمل ؟)

قبل الإستطراد .. أذكر بنصيحتي الدائمة , أخلق جوك الأنيق وأحضر فنجان قهوتك المفضلة فـ الموضوع متشعب و ذو شجون !

البداية


كما يعلم الكل , مؤخرا أصبح هنالك توجه واضح لكثير من الأندية نحو شراء النجوم في الليغا الإسبانية سواءً الإسبان منهم أو غيرهم. المقلق لهذه الأندية هو أنها تعلم جيدا أنها ستصدم بعقبات عصيبة متعلقة بـ الشرط الجزائي تحتاج معه لصبر عجيب و حنكة كافية من المفاوض.

قبل ان نبدأ التحليل , أحب أن اوضح معادلة أساسية: هنالك ثلاثة أطراف في عملية انتقال لاعب أو شراء عقده. النادي مالك عقد اللاعب (X)  , النادي الذي يرغب بشراء اللاعب (Y)  و أخيرا اللاعب نفسه (Z) . العملية بشكلها البسيط يتفاوض النادي Y مع النادي X على شراء اللاعب Z .. وبعد الإتفاق يتفاوض النادي الجديد مع اللاعب حول البنود الشخصية من راتب و حقوق صور إلخ. هذا هو النظام لكن ما يحدث مؤخرا هو النادي ينهي اتفاقه مع اللاعب اولا ثم يتوجه لناديه وهذا من نتاج سيطرة وكلاء اللاعبين. من يعتقد أنه بمجرد دفع النادي الجديد للمبلغ المطلوب , يصبح عقد اللاعب ملك له فهو مخطئ خصوصا في اسبانيا .. الأمر أعمق بكثير من ذلك.

ما الفرق بين Release Clause و Buy-out clause؟


الأغلب يترجم و يتعامل مع المصطلحين وكأنهما مترادفين و معناهما واحد , للأسف هذا ليس صحيح إطلاقاً. الـ Release Clause يعني أن هنالك إحتمالية وجود شرط بين اللاعب و النادي , يتفعل مباشرة عند حدوثه ومن دون اي عقبات. مهم جدا أن نعلم انه ليس بالضرورة وجود شرط جزائي في عقد اللاعب . نعطي أمثلة على هذا: لاعب معين اتفق مع النادي على توقيع عقد أحد شروطه الإنتقال إلى النادي الفلاني بالقيمة المحددة إذا لم يتاهل الفريق الحالي إلى دوري الأبطال .. الأن إذا تأهل الفريق لـ الأبطال , أصبح هذا الشرط غير نافذ وإذا لم يتأهل الفريق و قدم النادي المذكور في العقد المبلغ المتفق عليه , النادي الحالي لا يمكنه منع رحيل اللاعب إلى ذلك النادي. 

من المهم أن نؤكد أن الشروط كثيرة ولا يمكن حصرها بأي حال من الأحوال. هذا النوع من الشروط الجزائية (Release Clause) موجود في اغلب دول العالم. موجود في انجلترا مثلا رغم قلته ونذكر انتقال جو الين إلى ليفربول كأحد الحالات على هذا الشرط: كان هنالك شرط في عقده ينص على انتقاله إلى احد الفرق الخمسة الكبرى في إنجلترا _ والليفر منها بالطبع _ إذا تم دفع 15 مليون باوند. أيضا ديمبا با انتقل من نيوكاسل إلى تشيلسي لقاء 7 ملايين باوند لأنه وضع شرط فحواه , الرحيل عن النادي إذا وصل عرض بقيمة 7 ملايين باوند من نادي مشارك في دوري الأبطال.  وفي المانيا مثلا انتقال ماريو غوتزه إلى البايرن مقابل 37 مليون يورو.

الشروط الجزائية من هذا النوع غالبا يكون لها وقت وتنتهي وتصبح غير نافذة .. مروان فيلايني مثلا انتقل من ايفرتون إلى اليونايتد مقابل 27.5 مليون باوند مع أن شرطه الجزائي = 23.5 مليون باوند لكن محاولة المفاوض المانشستراوي التوقيع مع اللاعب بـ مبلغ أقل من الشرط الجزائي أضاعت عليه هذا الفرصة لأن هذا الشرط كان سارياً حتى 31 يوليو واليونايتد وقع مع اللاعب بعد هذا التوقيت مما أعطى ايفرتون قوة في المفاوضات و طلب سعر إضافي. الأمثلة في هذا الجانب عديدة ولا تنتهي.

.
.

الأمر مختلف تماما في أسبانيا ..

.
.

أما الـ Buy-Out Clause  فهو مختلف كليا عن الشرط السابق. في أسبانيا و بموجب المرسوم الملكي رقم 1006/1985 بتاريخ 26 يونيو الخاص بقوانين العمالة من المحترفين الرياضييين , ينص على ضرورة وجود Buy-out Clause في عقد كل لاعب مع المؤسسة الرياضية التي ينتمي لها. 

لذلك نرى أن نادي مثل الريال يضع شرط جزائي بقيمة مليار يورو في عقد نجمه البرتغالي كريستيانو , و البرسا يحدد 250 مليون يورو كـ شرط في عقد نجمه ليونيل ميسي. هذا النوع من الشروط يكاد يكون نادر ولا يتواجد في دول كثيرة , لكل دولة قوانينها ونظامها الخاص في المحاكم.

الـ Buy-Out Clause ببساطة يمكن اعتباره كـ تعويض عن ترك الخدمة ويتم عبر تحديد قيمة للاعب من قبل ناديه. إذا وصل عرض من نادي آخر بتلك القيمة ينتقل اللاعب إلى ذلك النادي. وفقا لـ القانون الإسباني , اللاعب هو المخول بدفع شرطه الجزائي وليس النادي الذي يريد شراء عقده .. هذا هو المدخل الضيق إلى ساحة واسعة من العقبات و المشاكل مع مصلحة الضرائب.

الــ Buy-Out Clause في إسبانيا


الـ Buy-Out Clause أو بـ الإسبانية "cláusula de rescission” موجود في اسبانيا قبل قانون بوسمان الشهير ب10 سنوات ومع ذلك لا يزال هذا القانون الإسباني ساري رغم انه يعطي الاندية قوة مضاعفة ضد اللاعبين. ربما تكون هنالك شروط إضافية في الشرط الجزائي باستثناء المبلغ المادي لكن هذا لا يهم بدرجة كبيرة .. ما يجب أن نعرفه هو انه كما ذكرت سابقا اللاعب هو المخول بدفع شرطه الجزائي وليس النادي الراغب بشراء عقده وهذا بدوره يجعل الأمر أكثر تعقديا.

أغلب اللاعبين رغم تقاضيهم لمبالغ ضخمة إلا أنهم لا يملكون 40-45 مليون يورو لشراء عقودهم .. فما الذي يحدث؟ النادي الذي يرغب باللاعب يحول قيمة الشرط الجزائي للاعب حتى يدفعه لناديه و يصبح حرا. الأن عندما يقوم ذلك النادي بتحويل المبلغ إلى حساب اللاعب , هذا المبلغ يخضع لنظام غاية في التعقيد و يختلف من مقاطعة إلى مقاطعة و اسمه نظام الضرائب. في إسبانيا نسبة الضرائب على النوع من الصفقات يترواح ما بين 20-47% وحتما سيتحملها النادي الذي سيشتري اللاعب.

إذا كان النادي مالك عقد اللاعب لا يمانع في بيع اللاعب , الأمور تصبح أكثر سهولة. يقوم هذا النادي بالإتفاق مع النادي الجديد على مبلغ أقل / أعلى قليلا من الشرط الجزائي بناء على علاقة الناديين مع بعضهما البعض. ما يحدث بعد ذلك هو أن المبلغ الذي سيتم دفعه سيكون أعلى بقليل من الشرط الجزائي وحده و أقل أيضا من عملية تفعيل الشرط الجزائي ( الشرط + الضرائب). هذا هو الحل الأمثل لمن يريد شراء عقد لاعب ينشط في الليغا الأسبانية.

في جانب آخر من ضفة هذه القضية هو أن يكون النادي مالك عقد اللاعب رفض فكرة البيع لكنه مجبر على ذلك بعد تفعيل الشرط الجزائي .. حينها النادي سينظر لـ لهذا الانتقال على انه انتقال عدائي و ستصبح الأمور أكثر تعقيدا. سيقوم النادي بطلب تطبيق هذا الشرط بطريقة قانونية , حينها سيرتفع السعر بصورة مبالغ فيها.

ما الذي سيحدث في هذه الحالة؟

إذا توجه النادي لهذا الأختيار _ تفعيل الشرط بطريقة قانونية_ يعني أحد أمرين وكلاهما يؤدي إلى نتيجة واحدة غير مرغوبة وهي ارتفاع السعر لدخول مصلحة الضرائب في العملية. الخيار الأول هو أن يتم إضافة الـ Value Added Tax وتختصر بـVAT. تضيف الاندية هذه الضريبة بدعم من القانون لأن الدولة ربما تطالبهم بهذه المبالغ لاحقاً. في إسبانيا نسبة VAT هي 18% .. فإذا كان الشرط الجزائي للاعب 50 مليون يورو وتم تفعيل هذا البند , النادي الجديد سيدفع 59 مليون يورو.

الخيار الثاني هو أن يرفض النادي حتى يقرر اللاعب نقض العقد من جانب واحد وفقا لـ المرسوم الملكي الآسباني و المعاهدات الأوروبية التي تكفل حق الحرية للعمال من لاعبين وغيرهم. حينها يقوم اللاعب بـ إيداع قيمة الشرط الجزائي لدى السلطات الإسبانية لفسخ العقد بطلب من طرف واحد. كما ذكرنا سابقا المبلغ يتم تحويله للاعب عن طريق ناديه الجديد , لكن بمجرد تحويل المبلغ على حسابه يتم إخضاعه لنظام الضرائب والتي ستكون 20 -47 % .. يعني اذا كان الشرط الجزائي 50 مليون يورو , ربما يدفع النادي الجديد لشراء عقد اللاعب حد أدنى 60 مليون يورو وحد أعلى 73.5 مليون يورو على حسب نوع الصفقة و مكان حدوثها و أمور اخرى تتعلق بالضرائب.

البايرن و ليزارازو


بعد قضاءه لموسم واحد فقط مع النادي الباسكي اثلتيك بلباو كـ أول لاعب فرنسي يمثل النادي , انتقل بيسنتي ليزارازو إلى بايرن ميونخ في 1997عبر تفعيل البايرن لشرطه الجزائي. بلباو بدوره قدم شكوى لدى الفيفا ضد البايرن و طريقتهم في التعاقد مع اللاعب .. الفيفا قبل الشكوى وأجبر البايرن على دفع مبلغ اضافي يعادل 17% من قيمة الصفقة.

لأجل هذا وجدنا البايرن كان هادئا جدا مع صفقة خافي مارتينيز و استطاع الحصول على اللاعب بأقل قيمة ممكنة .. هذه الصفقة أتعبت البايرن كثيرا ونتذكر تصاريح رومنيغيه ضد بلباو عندما اتهمهم بعدم التعاون معهم و أجبروهم على الدخول في مشاكل ضريبية و قانونية.




من هذا التحليل المبسط يتضح أنه هنالك عدة خطوات يتعين على النادي الذي يريد شراء لاعب محترف في اسبانيا إتباعها في حال أراد فعل ذلك من خلال تفعيل الشرط الجزائي. أيضا وضع خطة منهجية تحسب للقانون و الضرائب الف حساب .. الإستعجال ومحاولة إنهاء الصفقة بسرعه لا ينفع إطلاقا.


خاتمة

أتمنى أن أكون وُفقت في توضيح الصورة لـ الجميع حول هذا الموضوع الشائك , فـ الموضوع معقد للغاية و البحث فيه أكثر تعقيدا.

تحياتي

الثلاثاء، 27 يناير 2015

تأثير التلاعب في المباريات و المراهنات على كرة القدم

بسم الله الرحمن الرحـــــيم 


خبر: " وفقا لـ مجلة شبيجل الألمانية , فأنه قد تم التلاعب في نتيجة مباراة الكاميرون و كرواتيا. تقول المجلة: عبر دردشة في الفيسبوك , مراهن سنغافوري شهير يُدعى " ويلسون بيرومال" توقع النتيجة (4-0) و تنبأ بـ طرد سونغ. وأضافت المجلة على لسان بيرومال: "هنالك سبع تفاحات فاسدة تتنقل مع المنتخب الكاميروني. تساءلت المجلة: هل هنالك تلاعب في مباريات أخرى في المونديال؟ ... نهاية الخبر".

تخيَل معي عزيزي القارئ هذا السيناريو: تكون متكئا على إحدى الشواطئ تتأمل جمال حركة أمواج البحر , في يدك اليمنى قهوتك المفضلة وفي اليسرى ( بالونة) .. نعم بالونة. فجاه فلتت من يدك هذه البالونة , هل تتوقع ان تبقى بجانبك و يراها كل من حولك؟ . حتماً ستطير عاليا حتى تتبعد ملء ناظريك.  ماذا لو كان بها مطاط مرتبط في (ثقالة) قبل أن تفلت منك , هل سوف تتكرر نفس النتيجة؟.

الخبر أعلاه هو بمثابة (البالونة) و ويلسون بيرومال هو (الثقالة) , ليست مبالغة لكنها الحقيقة. في ظل الضجة الكبيرة التي حدثت بعد حادثة سواريز والتي تحدث عنها الكل وغطى ظلها سماء المونديال , أطلت هذه القضية برأسها و بقوة.  ربما يكون هذا السيناريو (تافهاً) في نظر البعض لكنهُ يصف تماما حقيقة ما حدث . لو لم يتم ذكر اسم بيرومال , لـ مر الخبر مرور الكرام مثل غيره من الأخبار.

لكن ماذا حدث بعد هذا الخبر؟

- الإتحاد الكاميروني يفتح تحقيق عاجل حول هذا الموضوع في مقر البعثة في البرازيل , لم ينتظر وصول المنتخب إلى البلاد.
- الفيفا يطلُب من مجلة شبيجل تقديم الوثائق والمستندات و الإدلة التي تُثبت صحة ما تناولته حول مشاركة بيرومال في هذا الموضوع.
- مدير الأمن في الفيفا الألماني رالف موتشكه يُصرح فيقول: اسم بيرومال يُلقي بـ ظلال من الشك , لذلك نُريد أن نتثبت من صحة ما نقلته المجلة.

مؤسسة عملاقة مثل الفيفا , يقض مضاجعها شخص واحد يجهله أغلب متابعي كرة القدم .. فمن يكون بيرومال يا تُرى ؟ ولماذا كل هذا الفزع بـ مجرد أن تم ذكر اسمه؟.

في هذه المدونة سوف نتحدث بإذن الله عن التلاعب في نتائج كرة القدم و المراهنات وتأثيرها السلبي , من الطبيعي جدا أننا سوف نمر على شخصية ويلسون بيرومال وغيره.


التلاعب في نتائج كرة القدم


يتفق الكل على أن كرة القدم بشكل خاص والرياضة بشكل عام يحترمان كثيرا اللوائح والانظمة التي تم سنًها مُسبقا من أجل إحترام قواعد اللعبة وضمان استمرارية الشفافية والوضوح حتى يتوفر جو صحي يكتمل معه التنافس الشريف.

بمجرد أن يستخدم احد الأطراف التي تتنافس لـ تحقيق ذات الهدف , أسلوبا ممنوعا بقصد التأثير على النتائج فإنه ارتكب بـ الفعل محظورا يتعارض مع المبادئ النزيهة في كرة القدم والرياضة عموما.

ما الهدف من وراء التلاعب في النتائج؟
ببساطه الهدف الرئيسي هو الوصول إلى الغاية المنشودة عبر طريق قصير وإن كان غير شريف مع الحصول على أموال طائلة في مدة زمنية وجيزة.

كيف يتم التلاعب في النتائج؟
هنالك عدة طرق و أساليب تختلف بإختلاف البلدان والقارات و الأنظمة لكنها تتفق حول بند واحد: الوصول إلى الغاية بسرعة + تحقيق مال وفير في وقت قصير. سوف ألخص هذه الأساليب , في خمس نقاط:

1- التأمر مع حكم المباراة: يتم إعطاء الحكم رشوة مالية من أجل ترجيح كفة طرف على الآخر وذلك عن طريق تجاوز قوانين التحكيم ومجاملة هذا الطرف حتى يفوز بإعطاءه ضربات جزاء غير صحيحة , عدم إحتساب ضربات جزاء للخصم أو التغاضي عن طرد واضح للاعبي الخصم .. إلخ.

هذه الوسيلة رغم سهولتها وقلة تكلفتها المالية على المتلاعب , إلا انها وسيلة مفضوحة لأن قرارات الحكم يتحدث الكل فيها ويناقشها و يسلط الضوء عليها مما يضع الحكم تحت ضغط رهيب ربما يعترف معه بـ الحقيقة.

2- التأمر مع مدرب الخصم: يتم الإتفاق معه على نتيجة معينة يخسر فيها فريقه وبالتالي يحصل الطرف الآخر على ما يريد. المدرب هنا يلجأ إلى عدة طرق منها البدء بـ تشكيلة غير مناسبة , إحداث تغييرات ليست في صالح الفريق أو اي طريقة أخرى ظاهرها حسن وباطنها خبيث.

3- التأمر مع لاعب من الفريق الخصم: غالبا يكون قائد الفريق أو ممن يكون له تاثير وكلمته يسمعها الكل حتى يُقنع لاعبين آخرين بـ قبول الرشوة والتهاون في المباراة ومن ثم خسارة الفريق.

4- التأمر مع حارس الفريق الخصم: هذا الطريق هو المفضل عند المتلاعبين لـ أهمية مركزه وسهولة إحداث التأثير المنشود. جوهر هذه الطريقة هو صعوبة كشف تخاذل الحارس لأن الموقع الذي يقف فيه حساس جداً والأخطاء فيه تتكرر بـ كثرة وبالتالي يصعب إثبات شيئا ما على الحارس.

5- التأمر مع رئيس نادي معين: نادي يقبع في درجات دنيا في دوريات بلاده , يعاني من أزمة مالية خانقة. يصل إلى رئيسه عرض بتحديد نتيجة مباراة معينة قبل بدايتها مقابل مبلغ مالي مُجزي , الأمر تعدى ذلك حتى وصل إلى تحديد النتائج كاملة لبعض الفرق بشرط عدم هبوط الفريق والمهر $$. يقوم هذا الرئيس بإقناع المدرب وبعض اللاعبين بالتهاون حتى يحصل ما تم الإتفاق عليه مع المتلاعبين مقابل إعطاءهم بعض المال.

هنالك بعض الأندية التي تلعب في دوريات كُبرى في أوروبا , عندما يصل الربع الأخير من الموسم يكون ليس لديها أي هدف فبعضها ضمن البقاء ولا يمكنه المشاركة في اليوروليغ والبعض الآخر فقد فرصة المنافسة على اللقب و لم يستطع الوصول إلى مركز مؤهل لـ دروي الأبطال. في مثل هذه الحالات تستغل شركات المراهنة (سنتحدث عنها لاحقا) مثل هذه المواقف وتعرض مبالغ مالية كبيرة من أجل تحديد نتائج بعض المباريات. لذلك ليس عبثا أن في الدوري الإنجليزي , يضعون حافز يتجاوز المليون باوند بين المراكز.

ملحوظتين مهمة جداً:
1- المتلاعب ربما يكون فرد , مجموعة أفراد , جهة مستقلة , شركات او مؤسسات.
2- التلاعب في النتائج موجود منذ فترة طويلة تحديدا مع إشراقة فجر كرة القدم , وليس كما يُقال و يُنشر بأنها وُجِدت في العقود الأخيرة.

آلية عمل المتلاعبين:
بداية , الأنتربول يقدر حجم الأموال التي يتم تداولها في هذه الأسواق الغير المشروعة بـ هدف التلاعب في النتائج بـ 500 مليار دولار (ليس في كرة القدم فقط) . رقم مهول وضخم لا يجعل مجال للشك في أن هنالك عصابات و شركات كبيرة تقف خلف كل هذا الفساد.

دائما يكون هنالك وسيط بين المتلاعبين و الطرف الآخر من لاعبين و حكام إلخ. فعندما يتفق الوسيط مع احد اللاعبين أو الحكام على نتيجة المباراة والمبلغ الذي سوف يُدفع. يقوم هذا الحكم بإعطاء إشارة لـ هذا الوسيط (كرت أصفر في أول 5 دقائق مثلا) بأن الأمور تسير وفق ما خُطط لها , ويتكرر نفس الأمر مع اللاعبين حتى يتأكد المتلاعب ان ما يحدث مخطط له فعلا لـ ضمان وصول المال لهم.

ربما يتسائل البعض: لاعب كرة قدم مُحترف ويتقاضى راتب شهري , لماذا يُعرض نفسه لـ خطر المقاضاة ثم السجن وربما وأد مستقبله الرياضي؟

ببساطة متناهية , الطمع وحب كسب المال. يقول بيرومال (أحد أشهر المتلاعبين): نذهب إلى لاعب راتبه الشهري 5000 باوند , فـ نعرض عليه 7000 باوند لـ 90 دقيقة "ساعتين" فقط .. غالبا نحصل على موافقة عدد كبير من اللاعبين.

الـــــيوروبــــــــول



في أوروبا , وكالة اليوروبول المتخصصة بتطبيق القانون  وحفظ الأمن داخل حدود الإتحاد الأوروبي هي المسؤولة عن محاربة قضية التلاعب في النتائج كونها تُعتبر جريمة يُعاقب عليها القانون. تعمل هذه الوكالة بشكل دقيق مع أجهزة أمن دول الإتحاد ودول من خارج الإتحاد كـ كندا , استراليا وأمريكا.

الأنتربول أيضا وكالة تحارب التلاعب في النتائج بعدما وقع الفيفا معها اتفاقية لـ ممارسة هذا العمل مقابل مبلغ مالي معين.

أشهر المتلاعبين في نتائج كرة القدم

كما ذكرت في أول التدوينة , تاريخ التلاعب في النتائج قديم جدا وهذا يعني أن هنالك أسماء عديدة دنست أسماءها في هذا المجال , ويصعب حصرها .. سنذكر أهمها:

1- دان تان


رجل أعمال سنغافوري يُدعى تان سيت ينق , وكنيته بـ الإنجليزية " دان تان" . تم توجيه إتهامات بالغة له في فضيحة الكالتشيو الشهيرة في 2011 , الكالتشيوسكوميسي و فضيحة أخرى حدثت في المجر في عام 2013. في نظر الإنتربول , دان تان هو رأس أكبر وأكثر شبكة عدوانية في التلاعب بـ نتائج كرة القدم في العالم.

ولد تان في 29 ابريل من عام 1964 في سنغافورة , ولم يُكمل دراسته في المرحلة الثانوية. قضى في السجن قرابة العام في سنة 1990 بسبب مراهنات غير شرعية في سباقات الخيول وكرة القدم. في 1994 هرب من سنغافورة بعدما خسر مليون ونصف المليون دولار في كأس العالم لـ تلك النسخة , عاد لاحقا بعدما تم السماح له بـ تسديد ديونه بـ التقسيط.

في 2011 , صرح دان تان لـ صحيفة سنغافورية بأنه عمل كـ مدير تنفيذي في شركة company Exclusive Sports PTE Ltd والتي أسسها المتلاعب الآخر ويلسون بيرومال. رتبت هذه الشركة العديد من المعارض في سنغافورة , وتحوم الشكوك حولها منذ تأسيسها. دان تان لم يستمر كثيرا مع هذه الشركة , فقط 4 أشهر منذ نوفمبر 2010 إلى فبراير 2011. لاحقا سحب كل مساهماته في الشركة بعدما اكتشف حدوث مرواغات في توجهات الشركة منها محاولة شراء نادي فنلندي.

ماركو باوليني

الحارس ماركو باوليني , هذا الأسم يعرفه عشاق الكالتشيو جيَدا بسبب تكرار اسمه في فضائح 2011. اكتشف القضاء الإيطالي أن باوليني في نوفمبر من عام 2011 قام بعمل مشين لتسوية ديونه المتعلقة بـ القمار والمراهنات. باوليني سمم علب المياه التي يشرب منها زملاءه في نادي كريمونيسي في مباراتهم ضد فريق باغانيسي في دوري الدرجة الثالثة من أجل أن يخسر فريقه المباراة.

أوضحت التحقيقات في ما بعد أن باوليني عمل كـ وكيل لــشركات المراهنات لـ تحديد نتائج مباريات عديدة في دوري الدرجة الثالثة والرابعة , حتى المباريات التي لا يُشارك فيها.

في 2011 , وبعد تأكيد التهم التي أُطلقت عليه تم منعه من ممارسة اي نشاط يتعلق بـ الرياضة لـ مدة 5 سنوات. في يونيو 2012 تم زيادة الحظر 4 سنوات أخرى بعد ظهور حقائق جديدة في سير التحقيقات لـ تصبح عقوبته الإجمالية 9 سنوات.

السؤال: ما دخل كل هذا بـ دان تان؟

التحقيقات مع باوليني أظهرت مكالمات صوتية له مع عصابة تُسمى بالإيطالية (Zingari) وتعني (الغجر). هذه العصابة كان لها ايادي في بعض الجرائم في شرق أوروبا ومنطقة البلقان.

السلطات الإيطالية بقيادة المدعي العام في كريمونيسي السيد: روبيرتو دي مارتينو , وصلت إلى حقيقة فحواها أن هذه العصابة تضخ ملايين اليوروهات لـ التلاعب في نتائج السيريا A , السيريا B والدرجات الدنيا في ايطاليا.

هذه العصابة وفقا لـ دي مارتينيو يقودها دان تان كرئيس ورجلان آخران كلاهما من سنغافورة , الأول يُدعى تشو بينق هوات والآخر فو هوك غنج. كشفت التحقيقات ان تشو زار ايطاليا 16 مرة في الفترة ما بين مايو 2009 - نوفمبر 2009 لمقابلة أعضاء هذه العصابة في ايطاليا إما لـ ترتيب نتائج قادمة او إيصال اموال مرسلة من دان تان. أيضا غنج قام برحلات متكررة إلى ايطاليا في نفس الفترة لكن غالبا تكون مع رئيسه (دان تان).

النقابة في ميلان تؤكد أن تشو هوات زار ميلانو في نوفمبر من 2010 لـ إيصال كمية كبيرة من المال في حقيبة مخبأة في أمتعته نيابة عن العصابة.

عندما تم التواصل مع تشو من قبل وسائل الإعلام وسؤاله عن كل هذه الإتهامات , قال: هذا هراء , هنالك خطأ في تحديد الهوية. أنا رجل فقير غير مهتم بـ كرة القدم ولم أزور إيطاليا منذ فترة طويلة. كان الهدف من سفري لـ إيطاليا في السابق هو زيارة أخ زوجتي.

وثائق المحكة في مناسبات عدة أوضحت ان دان تان , أصبح يعتمد على الحوالات البنكية حتى يوصل الأموال لمن اتفق معهم على التلاعب في بعض المباريات بدلا من ارسالها مع بعض أعضاء عصابته. وفي مايو 2010 , اثنين من عصابته أفتتحا شركة في بنما لـ هدف غير مشروع وهو تلقي الأموال  و توزيعها في أوروبا ومنها بالطبع إيطاليا.

السلطات الإيطالية أصدرت أمر بالقبض عليه , لكن ولسبب عدم وجود معاهدة تسليم المجرمين بين ايطاليا و سنغافورة رفضت الأخيرة تسليمه للقضاء الإيطالي. 

دان تان مع الإعلام


لقاء تان مع صحيفة (ذا نيو بيبر) السنغافورية في أغسطس 2011 يُعتبر من اللقاءات النادرة له مع الإعلام. مجلة دير شبيغل وهي مجلة ألمانية (تصدر أسبوعياً من هامبورغ) _ تبيع اسبوعيا 1.1 مليون نسخة في المانيا و أوروبا كـ أكثر مجلة في أوروبا _ وتُعتبر من المصادر الإعلامية القليلة التي تهتم كثيرا بـ موضوع التلاعب في كرة القدم , أدعت هذه المجلة في إصدارها بتاريخ 11 مارس 2013 انها أعتادت على إجراء محادثات عبر الإنترنت مع دان تان لمدة تزيد عن السنة و توقفت في 24 فبراير عندما قرر دان قطع كل مراسلاته.


يقول دان وفقا لـ إحدى محادثاته مع المجلة: "أتمنى محاكمة هؤلاء المجرمين" . نفى تان أنه سبق و رشى لاعب لكنه أعترف انه قدم مساهمات بقيمة 1.05 مليون دولار و خسر 3 ملايين دولار في محاولة فاشلة لـ تحديد نتيجة برشلونة و فنربخشة في دوري الأبطال (اسطنبول / 18 سبتمبر 2001). راهن تان على أن المباراة سيكون فيها 3 أهداف أو أقل لكن مع تسجيل البرسا لـ هدف مُبكر, تواصل مع بعض القائمين في الأستاد لإطفاء إنارة الملعب وبالتالي إلغاءها.وبالفعل قام 4 أتراك ممن هم تحت سيطرته بـ أمر المال , بإطفاء الإنارة في الدقيقة70 لكن مولدات الطوارئ الإحتياطية عوضت ذلك بـ سرعة وتم إستئناف المباراة بعد 20دقيقة فقط.

وفقاً لـ المجلة , دان تان اعترف لها ذات مرة بأن أكبر ربح حصل عليه كان في إحدى مباريات الكالتسيو الكبيرة .. 19.5 مليون دولار. مبلغ بهذا الحجم وفي 90 دقيقة يُعطي انطباع عن امبراطورية عمل هذه الشبكة التي ينتمي لها تان.

تقول المجلة بعد هذه المحادثة التي احتوت على هذه المعلومات , توقف تان عن المراسلات تماما. اعطت المجلة بعض الرؤى والأفكار والأساليب التي حدثت إبان محادثاتها مع تان وهي كالتالي:

- دان كان يشترط على المجلة بحذف المحادثات كل 15 دقيقة حتى وإن استمرت لمدة أطول.
- المحادثات أحيانا لا تعدو كونها مجرد اسئلة بسيطة تتبعها أجوبة , لكن أحيانا تستمر لـ ساعات.
- في بعض المحادثات التي تحوي على اسئلة لا يرغب في الإجابة عليها كـ هذا السؤال: هل كان لك يد في فضيحة المانيا؟ , يكون رد دان (رمز مبتسم).
- أخبرنا دان في أحد المرات بأنه يتعاون مع السلطات السنغافورية لـ القضاء على الفساد في كرة القدم. (هذه المعلومة صحيحة أكدتها عدة مصادر).

القبض على دان تان

طالبت وكالتي اليوروبول والأنتربول بـ القبض على دان تان غير مرة لكن السلطات السنغافورية كانت ترفض وبـ إستمرار ذلك بـ حجة عدم وجود أدلة ملموسة ضد المتهم دان. والأغرب من ذلك ان الشرطة السنغافورية استعانت بـ دان لـ القضاء على التلاعب في سنغافورة.

في فبراير 2013 , صرح رونالد نوبل قائلا: " دان تان يعيش حياة رجل الأعمال الطبيعي في سنغافورة ويتحرك بشكل علني وعادي جدا , اتسائل كيف يُسمح له بهذا وهو المتهم الأول في كثير من القضايا."

في مقابلة دان مع صحيفة (ذا نيو بير) في 2011 , قال دان: " لست اعلم لماذا فجأة اصبحت بنظرهم متهما ومتلاعبا في نتائج المباريات. أنا برئ و سوف اتوجه إلى القضاء في حال وُجِهت إلي أي تهمة من أي احدٍ كان. "

اسم دان تان بدأ يظهر بعد القاء القبض على شريكه ويلسون بيرومال في 2011. وفقا لـ اليوروبول , دان تان يرأس شبكة ضخمة تتلاعب بـ النتائج وتتأخذ من سنغافورة مقرا لها. تُضيف الوكالة تلاعبت هذه الشبكة في 680 مباراة : 360 محلية , دولية و أوروبية و 300 في بلدان مختلفة. من ضمن هذه المباريات , مباريات في تصفيات كأس العالم و دوري الأبطال.

في منتصف 2013 , بدأ صبر الإنتربول تجاه سنغافورة ينفذ. الإنتربول لـ سنغافورة: "إذا لم تحصل إيقافات بـ اسماء معينة وتواريخ محددة وبالتفصيل , سيتم التعاطي مع هذه الشبكات الإجرامية على انها فوق القانون و سمعة سنغافورة ستدفع الثمن".

بناء على شهادة قدمها عنصران ينتميان إلى الشبكة المطلوبة , تم القاء القبض على دان ومعه 12 شخص وامراتان بعد مراقبة ومطاردة استمرت 12 ساعة قامت بها ثلاث مؤسسات : إدارة التحقيقات الجنائية تابعة للشرطة البريطانية , الإستخبارت السنغافورية و مكتب التحقيقات في الممارسات الفاسدة في سنغافورة.

في المؤتمر الصحفي الذي قامت به الشرطة السنغافورية , مكتب التحقيقات والإنتربول لم يتم الإعلان رسميا عن اسم الأشخاص المقبوض عليهم لكن تم الإشارة إلى انه تم القبض على زعيم الشبكة. بعض الصحف الشهيرة أيضا أكدت خبر القبض على دان تان.




الـ BBC و وفقا لمصادرها المقربة من التحقيقات في سنغافورة , تقول لا يوجد هنالك أدلة كافية لدى السلطات لـ محاكمة دان تان لأن الشاهدين رفضا الإدلاء بـ شهادتيهما في محاكمة مفتوحة.
 
 حقيقة دان تان من زاوية أخرى

وفقاً لـ ESPN دان تان ينتمي إلى المنظمات الإجرامية الصينية المشهورة بـ إسم " الثلاثيات". هذه المنظمات لها تأثير كبير جدا , سوف نحاول الحديث عنها في مدونات قادمة.


في سنغافورة تقول الإعلامية سوريش ناير: دان تان ليس رجلا رئيسياً في الشبكة السنغافورية لكنه يظهر في الإعلام حتى يتم التخفي على أسماء أخرى خلف الكواليس.

في 2012 , رئيس الأمن في الفيفا رالف موتشكه قلل من أهمية تان وقال: " أهمية دان رمزية وليس كما يظُن البعض".




ويلسون بيرومال صديق لـ دان تان في اعترافاته لدى الشرطة الفنلندية والهنغارية اتهم صديقه دان كثيرا وادانه في قضايا عدة. الإسترالي كريس إيتون من الشخصيات التي حاربت الفساد في الرياضة ولا زال , عمل سابقا في نزاهة الفيفا و الأنتربول و الآن يشغل منصب مدير النزاهة الرياضية في المركز الدولي للأمن الرياضي في قطر , يقول: " المعلومات التي ادلى بها بيرومال ارى انها غير صحيحة , من المؤكد ان هنالك شخصيات أخرى لم يذكرها في اعترافاته وهذه من سياسة العصابة , إظهار بعض الإشخاص في الواجهة وإخفاء الرؤوس الحقيقة التي تُدير العصابة".



2- ويلسون بيرومال


ويلسون راج بيرومال متلاعب سنغافوري شهير من مواليد 31 يوليو 1965. اتُهِم بيرومال في عدة فضائح تختص بـ التلاعب منها فضيحة منتخب زيمبابوي الشهيرة (Asiagate) في الفترة ما بين 2007-2009 و الفضيحة التي هزت فنلندا من 2008-2011.

في 1995 , تم القبض على بيرومال من قبل السلطات السنغافورية و الحكم عليه بـ السجن بـ تهمة التلاعب في النتائج. في نفس العام سافر إلى إنجلترا نيابة عن مديره في العصابة لـ الترتيب في التلاعب في مباراتين من مباريات كأس الإتحاد الإنجليزي.

الحديث عن هذه الشخصية يحتاج مدونات متعددة حتى نستوعب و نفهم كيف يعمل. بيرومال في نظر المنظمات الصينية التي ينتمي لها , واحد من أذكى المتلاعبين وأشرسهم على الإطلاق. على الرغم من القبض عليه مُتلبسا في فنلندا إلا أنه لم يفصح سوى عن أسم واحد فقط وهو دان تان.

التلاعب في النتائج سابقا كان يحدث عن طريق تقديم رشوة لـ لاعب , مدرب أو حكم لكن مع بيرومال الأمر أضحى مختلف كليا. ويلسون أسس شركات وهمية مثل footy madia و football4U بهدف إغراء إتحادات أهلية و أندية بأكملها وهذا بـ الطبع يضمن له ولـ تلك المنظمات مبالغ خيالية.

استطاع بيرومال إبرام عدة عقود وهمية مع عدة إتحادات أهلية مثل جنوب افريقيا و بوليفيا لـ إقامة مباريات ودية يُرتبها و يُشرف عليها و يحدد نتائجها بيرومال بنفسه. لا يكتفي ويلسون بذلك , فـ هو من يُعين الحكام ويختار الملاعب بـ إستئجارها لـ يوم كامل ويدفع قيمة الإجار بـ إسم هذه الشركات أيضا.

القبض على بيرومال

صبيحة 20 فبراير 2011 , رجل سنغافوري ذهب إلى الشرطة المركزية في مدينة روفانييمي الفنلندية وأخبرهم أن مواطنه السنغافوري _المطلوب من الكل تقريبا _ ويلسون بيرومال متواجد في روفانييمي بـ جواز مزور. لم يعطي هذا الرجل أي معلومات أخرى.

رغم غموض الصورة , الشرطة المحلية في روفانييمي وضعت بيرومال تحت المراقبة. بعد 3 أيام شوهد بيرومال في مطعم فرنسي بـ القرب من الأستاد الرياضي مع ثلاث لاعبين ينتمون لـ نادي المدينة (Rovaniemen Palloseura) الذي لـ التو أنهى مباراته بـ التعادل الإيجابي 1-1.

وفقاً لـ شهادة الضباط , بيرومال كان يؤنب اللاعبين الثلاثة وهم في خوف منه. في اليوم التالي , تم إعتقال بيرومال من قبل الشرطة وإخبار الإتحاد الفنلندي بذلك والذي بدوره مباشرة أخبر المؤسسة الأعظم في منظومة كرة القدم , الفيفا.

بعد أسبوع , وصل مدير الأمن في الفيفا كريس إيتون إلى فنلندا. إيتون يعرف بيرومال جيدا ويطارده منذ أشهر. إيتون أخبر السلطات بأنه تم القبض على أشهر متلاعب ومجرم في قضايا التلاعب في كرة القدم , المترواغ ويلسون.

التضحية في بيرومال

بالنسبة لـ بيرومال , أضحى التلاعب في النتائج أمر في غاية السهولة وبدأ يشعر ويلسون انه يفقد التشويق المطلوب لـ الإستمرار. قرر حينها بيرومال أن يُمارس أمر آخر وهو (الرهان على النتائج). يزعم بيرومال انه يعرف جيدا كيف يُدار مشروع ناديي شيكاغو بولز في كرة السلة ومانشستر يونايتد في كرة القدم , لذا اختار المراهنة على نتائجهما.

يبدو ان السنغافوري أغتر بـ نفسه فوق المعقول واعتقد أن الأمر سهل كـ سهولة لعبه في النتائج لذلك كانت النتيجة قاسية جدا عليه: وفقا لـ ESPN , فريق المحققين لـ إيتون اكتشف ان بيرومال خسر 10 مليون دولار في فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر بسبب المراهنات. 

كانت هذه الخسائر بـ مثابة النقطة التي تحول فيها عمل بيرومال كليا واختار ان يختصر عمليات تحديد النتائج حتى يعوض خسائرة. استلم بيرومال 500.000 دولار من رؤوساه في سنغافوره لـ تحديد نتيجة مباراة معينة لكنه لم ينصاع لذلك وقرر ان يصرف المال بطريقته الخاصة. تواصل مع ثلاثة من المدربين على مبلغ مليوني دولار ونصف الدولار لتحديد نتيجة مباراتين (مبلغ كبير يؤكد على تخبط ويسلون). 

وفقا لـ تقرير الفيفا , هذه الخسائر جعلت من بيرومال رجل أكثر قذارة عندما سمح لـ بعض المحتالين بأن يلعبوا بأسم منتخب توغو ضد المنتخب البحريني في 7 يناير 2010. الامر كان واضحا لـ الكل وتصريح المدرب البحريني بعد المباراة لم يدع مجال لـ الشك حول احتمالية تحديد هذه المباراة. مدرب البحرين جوزيف هيكرسبيرغر: "المنتخب التوغولي الذي واجهناه ليس جاهزا لـ لعب 90 دقيقة".

بعد هذه المباراة بـ أشهر قليلة تواجد بيرومال في فيلندا لـ إبرام عقد مهم جدا نيابة عن دان تان. هذه العصابة تلعب بنتائج المباريات في فيلندا منذ 2009 وتحديدا فريق مدينة روفانييمي , وحتى يستمر هذا الدخل بشكل مؤكد قرر دان تان شراء النادي بأكمله واتفق مع الملاك على 500.000 دولار. بيرومال تواجد هنالك لـ توقيع العقد وتسليم المبلغ لـ الملاك , لكن في الحقيقة بيرومال لا يزال يترنح من خسائره: أعطى الملاك 200.00 دولار فقط وأحتفظ بـ الباقي لنفسه. اتصالات عديدة تمت بين النادي و رؤوساء بيرومال في سنغافورة والهدف: أين 300.000 المتبقية؟.

قبل فشل عملية بيع , رؤوساء بيرومال حضرا لـ إجتماع مع مساعديه داني جاي براكش و انثوني سانتيا راج. في الإجتماع قال الثنائي انهما يلحظان تغير كبير في شخصية بيرومال الذي أسس له صفحة في الفيسبوك وأظهر فيها بعض صوره مع لاعبين ومدربين في قضايا سابقة. لم يتوقف بيرومال عند هذا الحد وفقا لمساعديه , بل أنه نشر أرقام تواصل لـ بعض زملاءه المجرمين في قضايا التلاعب و المراهنات.

في خضم هذه الأحداث التي تشوهت فيها سمعة بيرومال بـ درجة كبيرة , كان مساعده سانتيا راج يُجهز لأكبر عمليتين لـ تحديد النتائج في حياته. مباراتين ودية في إحدى منتجعات بلدة إنطاكيا / تركيا: لاتيفيا vs بوليفيا و استونيا vs بلغاريا. ما الذي كان لا يعرفه سانتيا هو أن كلا المباراتين كانتا تحت المراقبة والشكوك حولها تحوم.

السيد جانيس مازكيتش (المدير العام لـ الإتحاد اللاتيفي) كان قلق من طريقة سانتيا راج لـ تعيين الحكم: قلة خبرة سانتيا جعلته يرفض تعيين الحكم قبل يوم المباراة. مازكيتش بدوره أخبر السيد كريس إيتون مباشرة بما يحدث.

إيتون استعان بـ منظمة (سبورت رادر) الشهيرة المختصة في أمور كثيرة تتعلق بالمراقبة والتنظيم والنزاهة في كرة القدم. مقر هذه المنظمة في لندن وتضم أعضاء من الفيفا , اليويفا و إتحادات أهلية كـ المانيا و التشيك وفرنسا. تراقب هذه المنظمة 300 موقع لـ المرهنات حول العالم تستخدم من خلاله اسلوب خاص لـ المراقبة يُسمى ( proprietary algorithms ).

أشرفت هذه المنظمة على مباراتي إنطاكيا واكتشفت أن هنالك تشديد على ضرورة أن تنتهي كل مباراة بفارق 3 أهداف و وصلت قيمة المراهنات على كل مباراة إلى 5 ملايين دولار. في اليوم التالي , الفيفا تراسل مع سانتيا راج عبر ارقام التواصل الخاصة بـ الشركة المنظمة لـ يستفسر عن ما حدث.

دان تان و بقية الرؤساء اعتقدوا وبناء على التغير الذي حدث على بيرومال , بأن الاخير هو من أبلغ الفيفا بما حدث. لذلك دان تان أعطى سانتيا راج الضوء الأخضر بـ التضحية بـ بيرومال عن طريق إخبار السلطات الفنلندية بـ تواجده في روفانييمي بـ جواز مزور.

بيرومال بعد القبض عليه أفصح عن قضايا كثيرة خصوصا فضائح دان تان في ايطاليا 2011 , لكنه لم يتطرق إلى اي اسم آخر غير دان تان مما دعا إيتون لأن يقول: "ما احرزناه هو تقدم كبير لكن هنالك اسماء أخرى عديدة لم يتطرق لها بيرومال عدا دان تان الذي يبدو أن بينه وبين ويلسون ثأر قديم لذا لم يتوانئ الأخيرعن فضحه بكل الطرق" .

تم الحكم على بيرومال بـ السجن لعامين: سنة في فنلندا و سنة إقامة جبرية في هنغاريا. يقول بيرومال وهو السجن: " أملك مفتاح صندوق باندورا (مصطلح إغريقي) ولن اتردد في فتحه عندما أخرج". وصدق ويلسون الذي يعتبر الآن أحد أكبر المتراهنين في كرة القدم.

3- روبيرت هويزر 



روبيرت هويزر حكم ألماني ولد في 28 أغسطس من عام 1979 في برلين الغربية. لم يحكم روبيرت قط في البوندزليغا ومجموع المباريات التي حكمها في جميع البطولات 26 مباراة فقط في موسمين. أخذ روبيرت التحكيم كـ مهنة بالوراثة , فأبوه أيضا كان حكم كرة قدم. ترك التحكيم مبكرا واستقال من نادي هرتا برلين الذي كان يحمل عضوية فيه. روبيرت كان المسؤول الأول في فضيحة التلاعب في النتائج عام 2005 والتي هزت ألمانيا بأسرها قبل استضافتها لـ عرس عالمي مهم وتاريخي , كأس العالم.

دور هويزر في فضيحة البوندزليغا 2005

في بحر 2005 , صحت المانيا على فضيحة إكتشاف قضية التلاعب في النتائج بقيمة 2 مليون يورو , كان وراءها الحكم الألماني روبيرت هويزر الذي استطاع التلاعب و المراهنة بطرق غير شرعية على مباريات في بطولة الكأس , دوري الدرجة الثانية و دوري الدرجة الثالثة. تم وصف هذه الفضيحة بأنها الاكبر منذ فضيحة التلاعب الشهيرة في عام 1971 والتي شارك بها لاعبين دوليين في المنتخب الألماني. 

على الرغم من عدم إكتشاف عملية تلاعب في اي مباراة من مباريات الدرجة الأولى , إلا أن المباراة التي جرت في بطولة الكأس بين بادربورن و الكبير هامبورغ في 24 أغسطس 2004  كانت الشرارة التي سلطت الضوء على هذه الفضيحة. هامبورغ خسر المباراة 4-2 بعدما تقدم 2-0. الحكم أعطى بادربورن ضربتي جزاء مشكوك في صحتها بشكل كبير جدا و قبل نهاية الشوط الأول طرد الحكم مهاجم هامبورغ البلجيكي إيملي مبينزا ( لعب للريان القطري لاحقا) لـ إحتجاجه على قرارت الحكم. هامبورغ يغادر هذه البطولة المهمة من الدور الأول بقرارت تحكيمية. روبيرت هويزر كان هو الحكم في تلك المباراة. التحقيقات لاحقا أظهرت ان روبيرت تلاعب في المباراة ولم يكتفي بذلك بل وتراهن عليها أيضا. 

كيفية القبض على هويزر وكشف عبثه

توجه 4 حكام المان وهم لوتز مايكل , أولاف بلومينستين , مانويل غراف و فيليكس زاير إلى الإتحاد الالماني و أخبروا المسؤولين عن شكوكهم حول هويزر وما يقوم به. في بداية الأمر الإتحاد لم يتحرك ولم يتأخذ أي قرار لكن بعدما أصبح متأكدا من صحة تلك الشكوك أبعد هويزر عن التحكيم كـ قرار أولي.

كشفت التحقيقات أن هويزر كان يجتمع في إحدى مقاهي برلين بـ إستمرار مع ثلاثة أخوة من كرواتيا يمتلكون مجموعة شركات تعمل في مجال المراهنات. هذه المجموعة هي من كانت تقف خلف الفضيحة التي خزت المانيا بأكملها. لاحقا تم إتهام 3 لاعبين من هرتا برلين بـ مشاركتهم مع هويزر , هؤلاء الثلاثة تواجدوا في تشكيلة الهرتا عندما خسروا بغرابة ضد فريق الدرجة الثالثة إنتراخت 3-2. أحد اللاعبين المتهمين ويدعى مادلنغ سجل هدفا في مرماه في الدقيقة 80 بعد نزوله كـ بديل بـ 4 دقائق.

القرارات التي تم إتخاذها بعد التحقيقات

قرارت عديدة جدا تم إتخاذها بعد ما أنهى المحققون من التحقيق مع المتهمين , سنتحدث عن بعضها:


1- منع هويزر من المشاركة في أي نشاط رياضي مدى الحياة و سجنه لـ مدة 29 شهر. في 2006 تم تأكيد هذه القرار بعدما خسر إستئنافه الأخير هو و 5 أشخاص آخرين.
2- حكم ىخر يُدعى مارك دومنيكس تم حظره مدى الحياة و سجنه لـ 18 شهر لمشاركته في الفضيحة.
3- الأخوة الثلاثة الكروات صدرت في حقهم عقوبات بالسجن لـ مدة تترواح من 12-35 شهر مع وقف التنفيذ.
4- تم تعويض هامبورغ بـ 2 مليون يورو جراء خروجه الظالم من الكأس.
5- تعيين حكام المباريات قبل المباراة بـ يومين فقط وليس كـ السابق 4 أيام.
6- الحكام الذين يتم تعيينهم لـ تحكيم الدرجة الثانية سـ يتم مراقبتهم لـ ثلاث سنوات في الدرجة الثالثة قبل إعطاءهم تلك الأدوار.

كان هنالك تخوف كبير لدى الإتحاد الآلماني والفيفا تحديدا بيكنباور المشرف الأول على مونديال 2006 من تأثير ذلك على المونديال .. لكن وبعد جهود كبيرة قامت بها كل الأطراف , لم يكن هنالك تأثير كبير.


المراهنات في كرة القدم



الكل بالطبع يعرف ما هي المراهنات؟ .. قانونياً سواء في كرة القدم أو غيرها التراهن ليس محرما ولا يعاقب القانون من يدخل هذه السوق , لكن بـ مجرد أن يتم إستخدام المراهنات بـ طرق غير مشروعه يُعتبر ذلك الطرف أرتكب محظور عظيم. 

العالم اليوم أضحى مهووس بـ المراهنات , في أوروبا يتراهنون على كل شي: قبعة الملكة , لون قميص الممثل الفلاني في أوسكار , اسم ابن اللاعب الشهير .. إلخ.

نحن كمسلمين يمنعنا ديننا ولله الحمد من الدخول في مثل هذا النوع من الممارسات , ولهذا السبب استبعدت فكرة طرح شرح تفصيلي عن كيفية دخول منصات شركات المراهنة و البدء فيها حتى لا أكون سببا في دخول البعض لها.

الشريان الرئيسي لـ التلاعب في النتائج هو المراهنات , فـ لولاها لـ أنتهت هذه القضية منذ فترة طويلة. تنشط شركات المراهنات في جميع الألعاب و منها بالطبع كرة القدم والهدف الآسمى هو " الربح المادي" الذي ستجنيه تلك الشركات.

كيف تتم المراهنات

تتيح الشركات لـ المتراهنين التراهن على مباراة معينة مقابل مبلغ معين من المال. نعطي مثال حتى تتضح الصورة: برشلونه يلعب ضد إلتشي , تطرح الشركة العرض فـ تقول نسبة فوز البرسا 1.2% و نسبة فوز إلتشي 15% و نسبة التعادل 2.4% و مبلغ الرهان 1000 يورو.

لو تراهن الشخص على فوز البرسا ونجح فأنه سيكسب 200 يورو فقط: 1000 * 1.2 , ولو خسر الرهان فـ الشركة سـ تأخذ الـ 1000 يورو. و لو تراهن الشخص على فوز إلتشي و نجح فإنه سيكسب 14 الف دولار: 1000 * 15  ولو خسر فإن الشركة سـ تأخذ الـ 1000 يورو وهكذا. 

البعض يعتقد أن الأمر غاية في السهولة , في الحقيقة هو ليس كذلك. الشركات ذكية جدا جدا وتعرف كيف تضع النسبة فهي لديها العديد من المختصين في الامور الفنية و التكتيكية , بـ الإضافة إلى الصحفيين المقربين من كل نادي. الأمر الآخر يحق لـ الشركة تغيير النسبة حتى قبل المباراة بدقائق في حال وصلها خبر مهم مثلاص إصابة لاعب مهم كـ ميسي او كريستيانو أو روبين أو غيرهم. 

الشركات ترفع نسبة فوز الفرق الصغيرة عندما تواجه الفرق الكبيرة من باب الإغراء خصوصا وان منصات التراهن بها كثير من العبارات التي تبث في الشخص الرغبة في المجازفة و المغامرة.

الرهان لا يتم على نتائج المباريات فقط , فـ منصات التراهن بها العديد من الخيارات كـ توقع نتيجة الشوط الأول , من يسجل أولا , من يحصل على كرت أصفر أو أحمر أولا , من اللاعب الذي سيفتتح التسجيل وخيارات أخرى عديدة.

الطمع إحدى آفات العصر من دون شك , هذه الشركات تحقق أرباح ضخمة من المراهنات الشرعية لكن هذا ليس كافيا لدى البعض فتراهم يتوجهون لـ طرق اخرى لـ زيادة دخل هذه الاموال. التلاعب في النتائج إحدى هذه الطرق الخبيثة التي تمارسها بعض الشركات.

الربح هنا يكون من الطرفين: اندية او منتخبات تستفيد من هذا التلاعب و متراهنين يضعون أموالهم في توقع نتيجة مباراة تعلم الشركة مسبقا كم سـ تنتهي.

من هم المتراهنيين

أشخاص يعتقدون أنهم يفهمون في كرة القدم و يريدون إستثمار أموالهم في هذا المجال ونادرا جدا ما ينجحون والسبب تم شرحه في الفقرة السابقة. لذلك يُمنع منعا باتا لـ كل المنتمين لـ الوسط الرياضي بـ صورة رسمية من التراهن على نتائج كرة القدم وإلا ستعرضون لـ عقوبات صارمة جدا.



في الختام أتمنى نكون قدرنا ننلخص هذه الظاهرة وكيف تعمل .. لـ الآمانة الموضوع متشعب جدا ويحتاج لـ صفحات حتى نغطيه .. إن اصبنا فمن الله وإن أخطانا فمنا والشيطان.

في أمان الله.