الجمعة، 23 مايو 2014

الفيفا و تشكُل جينات الفساد بداخله ..

بسم الله الرحمن الرحيم



هذه التدوينة أتت بعد عمل وجهد كبيرين، قراءة كتب ومقالات وتحقيقات وملفات حتى نبرز جزء من الحقيقة داخل أروقة الفيفا، ليس من نسج الخيال أو حكايات ألف ليلة وليلة، جميع ماكُتب هنا تجدونه منشوراً في الكتب أو مقالات ومواضيع أو حتى تقارير رسمية من الفيفا.

لذلك لا تعتقد أن هذا الموضوع فيه كل شئ عن الفيفا وفساده، فهذا أمر مستحيل، ما ,سوف تقرأه هو جزء من الحقيقة المؤلمة لعالم كرة القدم وكيف تُدار من خلف الأبواب.

قلتها سابقا وأكررها دائما كرة القدم ليست فقط مايجري داخل المستطيل الأخضر و ١١ ضد ١١، فهي أكبر من ذلك بكثير.

أشهر من كَتب عن الفساد داخل أروقة الفيفا واللجنة الأولمبية هو أندرو جينينغز، بريطاني الجنسية.

أشهر كتبه:
  • FOUL! The Secret World of FIFA: Bribes, Vote-Rigging and Ticket Scandals.
  • The Lords of the Rings , Power, Money & Drugs in the Modern Olympics.


و يمكنكم الإطلاع على موقعه: (الشفافية في الرياضة) (قد لايعمل مع بعض المتصفحات)
http://www.transparencyinsport.org/

هذا الرجل أحد أبرز من وقف أمام فساد الفيفا، كتابه ( FOUL ) بعد نشره في فرنسا وبريطانيا تم رفع عليه قضية من قبل الفيفا في سويسرا ومحاولة الحصول على قرار قضائي لمنع الكتاب في أوروبا.

ايضا هناك كتاب مميز جدا اسمه 
How They Stole the Game

للمؤلف ديفيد يالوب وهو بريطاني الجنسية، هذا الكتاب نُشر عام ١٩٩٩ قامت الفيفا برفع قضية عليه لمحاولة منعه ولكن دار النشر مع يالوب نجحت وتم الموافقة على نشره، وأحدث ضجة كبيرة في ذلك العام.

هناك العديد من الكتب والمؤلفين غيرهما ، ولكن هاذان المؤلفان هما أكثر من أحدث ضجة مع الفيفا وذهبا جميعا للمحكمة، السيد جينينغز كانت عليه دعاوي كثيرة لكن مع نهاية كل قضية، يبدأ في نشر فضائح جديدة ويتم رفع قضية عليه حتى توقف الأمر بعد تحقيقات الفيفا في ٢٠١١.

السيد جينينغز كما قال مؤخرا لقد تعبت من أجل هذه اللحظة , مازال أمامنا الكثير ولكن اتمنى المواصلة حتى تعود كرة القدم لأصحابها.

سأحاول في هذه التدوينة أن أتحدث عن عدة نقاط، أعلم أن هذا الأمر فوق طاقة أي شخص ولكن هي محاولة بسيطة لتوضيحها. فـ الأمور نوعا ما متداخلة ولا يمكنك الفصل بينهم، لذلك قد أتحدث عن أمر ثم أعود إليه لاحقاً لأنني أحتاج التحدث عن أمر آخر لتتضح الصورة أكثر.

رؤساء الفيفا:

تأسس الفيفا عام ١٩٠٤، ترأسه خلال هذه الفترة ٨ رؤساء فقط وهم كالتالي:

روبرت جورين - فرنسي - سنتين: ترأس فترة التأسيس ثم تنحى.
دانييل وولفول - انجليزي - ١٢ سنه : توفى وهو رئيسا الفيفا
جول روميه - فرنسي - ٣٣ سنه : توفى وهو رئيسا الفيفا
رودولف سيلدريريس - بلجيكي - سنه واحده : توفي وهو رئيسا الفيفا
ارثر دريوري - انجليزي - ٦ سنوات: توفى وهو رئيسا للفيفا
السير ستانلي روس - انجليزي - ١٣ سنه : أول رئيس يفشل في الاستمرار كرئيس للفيفا.
جواو هافيلانج - برازيلي - ٢٤ سنه: استمر حتى تقاعد في ٩٨
سيب بلاتر - سويسري - ١٦ سنه ومازال مستمرا.

بداية الحكاية:

كما ترون، لم يفشل أحد من رؤساء الفيفا، فلم يسقطهم الا الموت حتى السير ستانلي روس الذي واجه مشاكل عنصرية في افريقيا ولكن كيف ولماذا فشل في الإنتخابات؟.

هافيلانج لديه الطموح الكبير لقيادة الفيفا ولكن الدخول في معترك الفيفا ورئاسته صعب جدا، فلم يفشل أحد من الرؤساء السابقين وجميعهم ماتوا وهم على الكرسي الرئاسي.

هافيلانج كان رئيسا للإتحاد البرازيلي منذ عام ١٩٥٨ حتى فوزه في الانتخابات لرئاسة الفيفا في عام ١٩٧٤. طموح هافيلانج تلاقى مع رغبة هورست داسلر الجامحة في النفوذ، فمن هو هورست داسلر؟

من هو السيد هورست داسلر؟



بمجرد ذكر عائلة داسلر الجميع يعلم أنها تملك أكبر شركات معدات رياضية في العالم، اديداس، بوما وغيرها. ولكن بشكل مفصل اديداس تأسست على يد ادولف داسلر، و بوما تأسست على يد أخيه رودولف داسلر.

هورست هو ابن ادولف مؤسس اديداس. الإبن بدأ اديداس في فرنسا لمواجهة والده وعمه. هذا الإبن ( هورست) كان لديه حب السيطرة كما يروي عنه أقرب الناس له وأصدقائه ولديه طموح كبير لا تراه عند أحد . في نهاية حياة والده بدأ في إدارة اديداس الشركة الكبرى في عام ١٩٧٠، وعندما توفى والده عام ١٩٧٨ أصبح هو رئيسها الفعلي (ولكنها تحت ادارته تقريبا منذ عام ١٩٧٠).

ما هي علاقة هافيلانج بـ السيد هورست داسلر؟



هافيلانج ورغبته الجامعه التقت مع هورست داسلر الذي دعمه ماليا بشكل فاق التوقعات . فقد قام هافيلانج بجولة حول العالم كأول مرشح لرئاسة الفيفا يفعل ذلك، وزار أكثر من ٨٦ دولة بدعم مالي هائل من هورست داسلر.  لم يستطيع السير ستانلي الصمود امام هافيلانج وهو بهذه القوة المالية فـ سقط بإكتساح وبفارق أكثر من ٣٠ صوتا لـ هافيلانج.

السير ستانلي فهم اللعبة وطلب من هورست داسلر دعمه، بذلك نجح داسلر لأول مره من السيطرة على جميع المرشحين لرئاسة الفيفا والسيطرة على الفيفا بنجاح ولكن في الخفاء كان الدعم يذهب فقط لهافيلانج.

في عام ١٩٧٤ فاز هافيلانج بدعم من هورست داسلر.

تأثير شركة كوكاكولا العملاقة:



داسلر في عام ١٩٧٥ اجتمع مع صديقه البريطاني باتريك نالي أحد أشهر المسوقين الرياضيين في زمانهم والمدير التنفيذي لشركة West Nally Group المتخصصة في التسويق الرياضي، واتفقا على إكمال المشوار في السيطرة على الفيفا وكانا يعملان سويا لـ فوز هافيلانج، ولكن الآن ستصبح الأمور أكبر بكثير من السابق.

بدأت فترة الألعاب الأولمبية في مونتريال عام ١٩٧٦ حينها إجتماع داسلر و صديقه نالي مع كوكاكولا وأخذا دعمهم وأنهم سيكونوا شركاء لهم لـ دعم هافيلانج. حينها ضمن داسلر ملايين الدولارات من كوكاكولا مقابل السيطرة على الفيفا.
باتريك نالي الصديق المقرب جدا من هورست داسلر

يقول السيد نالي عن هذه الصفقة: " نحن نجلب الشركات الإعلانية والدعائية الكبيرة بأموالها لإدخالها في الإتحادات وضخ الأموال، نحن نفوز والإتحادات تفوز والشركات تفوز فلماذا لانفعل ذلك؟ " .

حينها قام الثنائي هورست داسلر و صديقه نالي في عام ١٩٧٦بـ تأسيس شركة تُدعى The Club (النادي) في موناكو وبدعم مالي ضخم من كوكاكولا لمساعدة هافيلانج في السيطرة على الفيفا وبناء المشاريع التي يريدها مقابل دعم الدول الفقيرة له (مشروع يشابه مشروع بلاتر حاليا GOAL الهدف ) كذلك تطوير الحكام والمدربين داخل منظومة الفيفا وكل هذا برعاية كوكاكولا ومشاريع كوكاكولا ودعم كوكاكولا!

حينما تم توقيع العقد الرسمي بين كوكاكولا والفيفا في مايو ١٩٧٦ وبدعم من داسلر. ظهر هافيلانج وبجانبه علبة كوكاكولا في الصورة الرسمية ومعهم كايسر (السكرتير العام للفيفا حينها) و سيب بلاتر! (سنتحدث لاحقا عن هذه الصورة وقصة بلاتر).

داسلر لم يحبذ كلمة راعي لاحقا قام بتغيير هذا المصطلح مع الفيفا لتصبح مساند ومن ثم اتفقا على تغييره إلى شريك وهو مانراه اليوم { الشريك الرسمي للفيفا } . تجدها تُكتب هكذا في الموقع الرسمي (FIFA Partners ) وهي من اقتراحات داسلر وصديقه نالي.

ايضا قام هافيلانج مدعوما من داسلر ونالي بضخ أموال طائلة لإعادة هيكلة الفيفا ومن ثم إطلاق مونديال الشباب في تونس عام ١٩٧٧، والرعاية من كوكاكولا ولولاها لفشلت البطولة ولم تقم!

في عهد هافيلانج أصبحت هناك أكثر من ٧ بطولات عالمية جميعها بدأت برعاية كوكاكولا ولتعرفوا أهمية هذه الرعاية، مثلا كأس العالم لـ لأندية لُعبت في عام ٢٠٠١ ثم توقفت حتى عام ٢٠٠٥ بسبب عدم وجود رعاة لـ البطولة لذلك أقيمت في اليابان بعد موافقة الشركات اليابانية على الرعاية ولاحقا أتى الدعم من طيران الإمارات لـ تقام في أبوظبي، والآن أصبحت بطولة قوية بجانب الإعتماد على الرعاة الآخرين كذلك.

 في عام ١٩٧٨ اصبحت كوكا كولا الراعي الرسمي في المونديال في الأرجنتين وما تلاها حتى يومنا هذا وتعتبر هذه العلاقة من أكبر وأقدم العلاقات التجارية بين كوكاكولا وجهة عالمية أخرى. (كوكاكولا من الشركاء للفيفا).

في عام ١٩٧٨ فازت شركة West Nally Group وهي التي يديرها نالي بحقوق التسويق الحصري لجميع مسابقات الفيفا وكذلك الإتحاد الأوروبي.

ايضا قام داسلر و نالي و السيد مارك مكدوماك في عام ١٩٨٥ بتأسيس شركة سيطرت بالكامل على كل حدث رياضي كبير في العالم سواء كرة قدم أو أي لعبة أخرى! وهي التي فازت برعاية مونديال امريكا ١٩٩٤.

السيد مكدوماك هو أحد أشهر من يقود الأحداث الرياضية وتنظيمها و وجد في الثنائي هورست ونالي الخيار المناسب للدخول عن طريقهما للفيفا.

قام هافيلانج ببناء المركز الرئيسي للفيفا في زيورخ (الحالي)، تعيين أشخاص محترفين في الفيفا لأول مرة بدوام كامل في العلاقات العامة و الإدارة المالية ومستشارين وغيرهم وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الفيفا.

مباشرة هورست استطاع الدخول لـ عدة اتحادات رياضيه والسيطرة على هذه الاتحادات، العاب القوة وغيرها حتى اصبح أشهر رجل في صناعة الرياضة.

لنعد قليلاً للسبعينات، فهناك بدأ كل شئ:

نالي يتحدث عن فترتهم في الألعاب الأولمبية في مونتريال ١٩٧٦ فيقول: هي كانت الأفضل، فجميع المسئولين والرؤساء كانوا متواجدين و كان معنا ساعات (اوميغا) باهظة الثمن او معدات اديداس الغالية بشكل مستمر ونقوم بإهدائها للمسئولين.

يقول نالي عن هذا الأمر: دائما هورست يتحدث مع الجميع عن التطور الرياضي والإعلانات والتسويق الرياضي ودخول الشركات في هذا المجال وفي النهاية نقدم له الهدية ونذهب، الجميع يقبلها وبذلك بدأنا في العلاقات الجيدة معه.

نالي يضيف: البعض يقول انها رشوة؟ انها كلمة قاسية جدا هي ليست كذلك ولكنها تعبير عن الإمتنان للآخرين!

هافيلانج يُعتبر لدى الكثيرين هو الأب الروحي لكرة القدم والفيفا حتى بعد استقالته على ماقدمه طوال تاريخه ولكن في حقيقة الأمر هو رجل من صناعة داسلر وصديقه نالي.

في عام ١٩٩٤، فاز هافيلانج لأربع سنوات تاليه بدون وجود أي منافس.

في عام ١٩٩٨ لم يرشح هافيلانج نفسه كرئيس بل وضع بلاتر كخليفة له في مواجهة يوهانسون رئيس الإتحاد الأوروبي، فاز بلاتر ١١١ صوت مقابل ٨٠ لمنافسه.

على الهامش: ماحدث بين داسلر وهافيلانج، حدث بالضبط بين داسلر والسيد سامارانش وترشحه لإنتخابات اللجنة الأولمبية ١٩٨٠ واستمر حتى ٢٠٠١ كأطول فترة رئاسيه في العصر الحديث.

فـ الملاحظ الشخصين اللذين تم دعمهما في رئاسة أكبر جهتين رياضيتين في العالم (الفيفا - اللجنة الأولمبية ) أتيا في فترة واحده تقريبا واستمرا أكثر من ٢٠ سنه، كلاهما توقف بسبب التعب والسن المتقدم (تقاعدا وهما في سن ٨٠ سنه).


بلاتر والوصول للرئاسة



بلاتر بدأ عمله في الفيفا عام ١٩٧٥ (بعد سنة فقط من ترأس هافيلانج للفيفا)، وكان المسئول عن مشروع كوكاكولا لتطوير المدربين والحكام والأطباء الرياضيين ولكن كيف استطاع الوصول إلى هذا المنصب؟

بلاتر في عام ١٩٦٤ كان السكرتير العام للإتحاد السويسري للهوكي على الجليد وكان من ضمن مجموعة من الأسماء التي يراقبها دوسلر شخصيا وكان يبحث عن شخص ليحل محل كايسر (السكرتير العام من ١٩٦١ - ١٩٨١ وعند تقاعده كان عمره ٧٠ سنه) أي أن عملية البحث قبل تقاعده بعشر سنوات لتدريب البديل على كل شئ.

نالي يقول: بلاتر قبل انضمامه للفيفا وبعد اختيار هورست له في نهاية الستينات، قام هورست بتدريبه في اديداس الفرنسية (هورست داسلر يمتلكها) في الإدارة الرئيسية وقضى وقت طويل في التعلم وكان يعمل بجانب هورست شخصياً ويعامله بعناية خاصة ويقضي وقت طويل معه فقد أصبحا أصدقاء جدا ومقربين لـ بعضهما البعض.

في اعترافات اندري غولفي في ٢٠٠٤ قال ان هورست داسلر طلب مني التخلص من كايسر فذهبت إليه وأخبرته فـ حاول كايسر أن يبقى ولكن أخبرته إما أن يستقيل ويأخذ الشيك الذهبي مع الكثير من الأموال أو أن يتم طرده . هذه هي رغبة هورست الشخصية بأنك تقوم بالإستقالة وتأخذ الأموال وتذهب . حينها قام كايسر بذلك في عام ١٩٨١ قدم استقالته وتم تعيين بلاتر كـ سكرتير عام لـ الفيفا . هافيلانج لم يكن راضيا عن هذا التغيير ولكن لايمكنه الوقوف أمام رغبة هورست دايلسر الشخصية.

في عام ١٩٨٧، توفى دايسلر بسبب السرطان. أقوى رجل في تاريخ الرياضة توفى وبقي تلميذه النجيب سيب بلاتر ليكمل المسيرة الناجحة ولتكمل اديداس سيطرتها على كرة القدم.

بعد وفاة الرجل الأقوى في تاريخ الرياضة هورست داسلر، وتحديدا في منتصف التسعينات (١٩٩٥م) فقدت اديداس سيطرتها على الألعاب الأولمبية وقاموا بالتركيز فقط على الفيفا وتمت إعادة ترتيب الشركة لتقبض بيد من حديد على الفيفا مجددا (التفاصيل في تكملة التدوينه).

الفضيحة الكبرى:



(الغالبية العظمى إن لم يكن كل ماكُتب في هذا الجزء هو من تقرير الفيفا الرسمي المنشور عام ٢٠١٣)

بعد أعقاب الفضيحة التي فجرتها الـ BBC في برنامجها الشهير (FIFA's Dirty Secrets)  الأسرار القذرة للفيفا. هذا البرنامج أُذيع في 29-11-2010 أي قبل التصويت على من سيحظى بـ تنظيم مونديالي 2018 و 2022 بـ ثلاث أيام (التصويت في ٢-١٢-٢٠١٢) وهو عن الرشاوي داخل أروقة الفيفا ومن أكبر الرجالات فيها.

 هذه الحلقة حاول الفيفا بكل قوته في التدخل لـ إيقافها وعدم بثها بعد الإعلان عنها في برنامج بانوراما على BBC  وكان الضيف هو الشخص الأشهر في هذا المجال السيد أندرو جينينغز. أدت هذه الحلقة إلى إستقالة مجموعة كبيرة من الأعضاء التنفيذيين للفيفا قبل التصويت على تنظيم مونديالي 2018 و 2022 هذا حدث في 2010 وقبل الإنتخابات بثلاث أيام فقط.  يمكنك مشاهدة هذه الحلقة التاريخية عبر هذا الرابط: 
http://www.youtube.com/watch?v=JKzd8G75fFc 

 عدد من يحق لهم التصويت ٢٤ شخص بـ الإضافة إلى بلاتر وهو رقم ٢٥، ولكن استقالة شخصين أدت إلى تقليل العدد إلى ٢٢ مما أحدث إرتباك كبير داخل أروقة الفيفا. في الحلقة تم كشف عن أسماء ومتهمين ومبالغ ورشاوي أحرقت الفيفا ومن ثم أدت إلى إستقالات وإيقافات قبل العملية الإنتخابية وبعدها.

 لاحقا تم فتح باب التحقيقات بالكامل بقيادة رئيس اللجنة القضائية والأخلاقيات في الفيفا بـ رئاسة هانز-يواكيم إيكرت تم فتح قضايا قديمة تحديدا فيما يتعلق بشركة ( ISL ) السويسرية ثم تبعتها شركة ( كيرش ) واللتان أعلنتا إفلاسهما بشكل مفاجئ في أقل من سنة (سيتم التحدث عنهما لاحقا في هذا الموضوع) . بعد هذه التحقيقات على المستوى العالي في الفيفا، تم الإعلان عن إستقالة جواو هافيلانج عن الرئاسة الشرفية للفيفا بعد إعلان لجنة التحقيق أن هافيلانج تلقى مبلغ 1,5 مليون فرنك سويسري (1,53 مليون دولار) وكذلك ريكاردو تيكسيرا رئيس الإتحاد البرازيلي 12.4 مليون فرنك سويسري (12,64 مليون دولار) رشاوي من شركة ISL الشريك التسويقي للفيفا.

ملاحظة: هافيلانج هو حمو (أي والد زوجة) ريكاردو تيكسيرا، يعني ان تيكسيرا متزوج من إبنة هافيلانج.

تيكسيرا أعترف أنه تلقى مع هافيلانج أكثر من 41 مليون دولار لمنح حقوق التسويق لشركة معينة (يقصد ISL).

تصريح بلاتر الشهير - والذي أثار غضب الأوروبيين - أعلن حينها أنه لايعلم عنها شيئاً ولكن لايعتقد أنها "رشوة" في وقت تسلمهم إياها. بحكم القانون السويسري يعتبر أن الرشوة التجارية ليست جريمة ولكنها من الناحية الأخلاقية تعطي دلاله سيئة هذا كان في عام 1997.

إيكرت وهو رئيس اللجنة القضائية عمل فقط على ملف ( ISL ) الشركة التي بدأت في منتصف التسعينات بشراء حقوق كؤوس العالم بالملايين وبيعها عالمياً.

هذا الملف الغامض حتى الآن لم يتم كشف الحقيقة الكاملة فيه وهذا ما يؤكده العديد من المتابعين، لماذا ظهر بعد 12 سنه من إفلاس شركة ISL ؟

لجنة التحقيقات والأخلاقيات بدأت عملها في ٢٠٠٤، لم يحدث شئ مهم حتى بداية التحقيقات الكاملة في ٢٠١٢. هناك شخص يُدعى فيرنون فرناندو (سيرلانكي الجنسية) وهو عضو تنفيذي للفيفا وأحد أقرب الأشخاص لـ محمد بن همام بعد ثبوت تلقيه هدايا ورشاوي وتضارب مصالح وغيرها. تم إيقافه لثمان سنوات بعد عمله لسنتين فقط في الفيفا كعضو تنفيذي، وقد كان المحقق الرئيسي في الفيفا من جهة خارجية يُدعى مايكل جارسيا (محامي وكان يعمل كمحقق رئيسي في مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية). بـ البحث أكثر عن فيرنون وإيقافه وملفات أخرى كثيرة هذا كان في ٢٠١٢، بدأت خيوط الفساد تظهر وتكبر!

لذلك إيكرت - رئيس اللجنة -  أعلن أن ماقام به مايكل جارسيا هو الملف الذي استند عليه في إعلان العقوبة.

فضيحة شركة ISL أسقطت كبار قادة الفيفا من أعضاء تنفيذيين لا يفكر أحد بالإقتراب منهم، قامت بـ تقديم الرشاوي لـ الجميع من الرئيس هافيلانج والأعضاء التنفيذيين جميعاً.

سؤال برئ: هل بلاتر -السكرتير العام للفيفا حينها- لم يصله شئ؟

التقرير الرسمي من الفيفا يقول:
في عام 1997، قام بلاتر بالسماح بنقل 1,5 مليون فرنك سويسري إلى هافيلانج ولكن بطريق الخطأ الأموال ذهبت إلى الفيفا! وقد يكون بلاتر لم يشك في أنها عمولة لهافيلانج. (بعض التقارير الرسمية مضحكة!)

ويضيف التقرير الرسمي:
قد يكون تصرف بلاتر "أخرقا" لأنك تحتاج حينها إلى السؤال والتوضيح الداخلي ولكن هذا لايجعله مُذنب بإرتكابه جريمة أخلاقية أو جنائية.




هذه رسالة تم تسريبها للإعلام في وقت التحقيقات بين فترتي 2012-2013 وهي مُرسله من السكرتير العام للفيفا جيروم فالكه إلى جاك وارنر بأنه مع رئيسه سيب بلاتر تجاوزا سراً لجان الفيفا للتسويق وحقوق البث التلفزيوني وإعطائها لنائب الرئيس السابق جاك وارنر من دولة ترينداد و توباغو (هذا الرجل حكاية فساد كاملة لوحده! ويستحق أن تُؤلف فيه الكتب وفساده لوحده فقط!) بدلا من بيعها في السوق.

الرسالة محتواها كالتالي:
Valcke wrote ‘Here is the agreement signed by the P (President Blatter). This deal has not been through all normal boards or comm. Hence so I'm asking to make no publicity on it for the time being. Kind regards, Jérôme.’

فالكه كتب: هذه الإتفاقية قام بتوقيعها بواسطة (الرئيس بلاتر). الصفقة لن تمر بواسطة المجلس أوجهات الإتصال كما هو المعتاد. بالتالي نحن نسألك أن لاتقوم بأي إعلان في الوقت الحاضر. مع أطيب التحيات. جيروم.

هذه الرسالة الغير مؤرخة تشير إلى بيع حقوق نقل مونديالي 2010 و 2014 لـ دول البحر الكاريبي، وهناك مصادر صحفية تقول إلى أن المبلغ 250 الف دولار لـ2010 و 350 الف دولار لـ 2014 ومعروف أيضا أن وارنر لم يدفع أي من المبلغين إطلاقا!

شركة ISL و مجموعة كيرش:

السؤال الأهم: من هو مؤسس ISL؟

مؤسس هذه الشركة هو هورست داسلر مع غولفي (ذكرنا قصته مع بلاتر) وشركة يابانيه وهو الرئيس التنفيذي لشركة اديداس. وهذه الشركة المالكة لحقوق بث مسابقات الفيفا والألعاب الأولمبية.

هي شركة مقرها في سويسرا وتم تأسيسها في بداية الثمانينات. تأسست عام ١٩٨٢، اشترت الحقوق الحصرية للفيفا عام ١٩٨٦  وكانت تملك الحقوق لبعض المناطق حول العالم فقط.



كذلك الشركة تملك حقوق بث الألعاب الأولمبية منذ عام ١٩٨٦.
ففي الصورة لحظة تاريخيه وهي صورة غيرت تاريخ الألعاب الأولمبية، هورست داسلر يوقع عقد الإحتكار لنقل الألعاب الأولمبية مع السيد سامارانش.
يقول جاري هايت نائب رئيس كوكاكولا والمدير للتسويق الرياضي العالمي: قبل هذا العقد لم يكن يتم تسويق الألعاب بطريقة صحيحة، لم تكن هناك حقوق عالمية، لم يتم تسويق المنتج بالشكل الصحيح. 
كوكاكولا منذ هذا العقد وحتى الآن هي الشريك الأول للألعاب الأولمبية

مجموعة كيرش: هي شركة المانية قام بتأسيسها ليو كيرش (توفى 2011) .

هاتين الشركتين العملاقتين تعملان مع الفيفا كشريك مسوق وناقل حصري لـ مسابقات الفيفا. (ISL ) هي شركة سويسرية مالكة الحقوق في أرجاء العالم لمسابقات الفيفا.
مجموعة كيرش وهي مجموعة المانية مالكة حقوق مسابقات الفيفا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وقت إفلاس شركة كيرش كان المُلاك هم التالي:
تاوروس القابضة.
سكاي 22%
ليمان برذرز 2,4%
الأمير الوليد بن طلال 3,12%.

شركة فيفا لـ التسويق:

الفيفا أعلن عن تأسيس شركة اسمها (فيفا للتسويق) يرأسها بلاتر ويديرها باتريك ماغير و ويناند كروينكل وهما موظفين كبيرين سابقين في شركة ISL هذه الشركة تأسست في ابريل 2001.

ISL أعلنت إفلاسها في 21 مايو 2001. أعلن بلاتر بعدها بإسبوع أن الحقوق ستذهب الى مجموعة كيرش الألمانية مباشرة. لاحقاً مجموعة كيرش تقدمت بطلب إعلان الإفلاس في ابريل 2002 والديون تجاوزت 6 مليار يورو!

أي أن في سنة واحدة، شركتين من الأكبر في مجال الإعلام والنقل التلفزيوني في العالم واللتان تملكان حقوق مسابقات الفيفا والمسابقات الأولمبية بشكل محتكر يفلسان فجأة!
في ديسمبر 2012 أعلنت المحكمة العليا الألمانية دفع دوتشيه بنك ( بنك الماني) تعويض لورثة مجموعة كيرش (لأن والدهم ليو كيرش توفى في 2011) بمبلغ يفوق المليار يورو.

كيرش هي من تملك حقوق البوندسليغا الآن (عادت لتملك الحقوق من عام 2009).

الآن بعد معرفة جزء من الحكاية سنأتي لبعض التفاصيل في الصراعات للفوز بحقوق النقل وكيف استطاعت ISL الفوز بالحقوق الحصرية؟

فكرة بيع الحقوق والإحتكار بدأت مع مونديال إيطاليا ١٩٩٠ والعادة يتم بيع بطولتي مونديال مع بعضهما البعض ماعدا أول مره كانت لـ ثلاث بطولات :
١٩٩٠ - ١٩٩٤-١٩٩٨
٢٠٠٢-٢٠٠٦
٢٠١٠-٢٠١٤
٢٠١٨-٢٠٢٢

في عام ١٩٩٥ دخلت شركة ( IMG ) تريد شراء حقوق المونديال وقاموا بعرض مليار دولار مقابل مونديال ٢٠٠٢. المدير العام لشركة IMG في اوروبا ايرك دروسارت يعلم حجم العلاقات بين ISL مع بلاتر، ويعلم أنه لن يستطيع أخذ الحقوق الا بالمحاولة مع بلاتر أولا.

وصلت الرساله والعرض لبلاتر والذي بدوره قام بكشفه للأعضاء التنفيذيين ومعه رسالة فحواها أن العرض غير مناسب. لاحقا قام بلاتر بالتواصل مع دروسارت وطلب أن يكون العرض  بالتفصيل على مكتبه خلال شهر أي في اكتوبر ١٩٩٥. بعد تسليم العرض بالتفصيل، قال له بلاتر: انتظر حتى نهاية فبراير ١٩٩٦ فنحن نقوم بمراجعة بعض العقود والرعايات!

في هذا الوقت عائلة داسلر تعاني بعد فشلها في الحصول على حقوق الألعاب الأولمبية ولكن كانوا يرغبون بمساعدة بلاتر، وفي نفس هذا العام ١٩٩٥ أديداس أعلنت أنها ستصبح متاحة في سوق الأسهم الألمانية لتتغير الإدارة لاحقا وتعود السيطرة وتحكم من جديد بعد فشل ابنة هورست وزوجها في إدارة هذه الإمبراطورية العظيمة.

من المفترص أن يصل الرد إلى شركة IMG  في فبراير ولكن بلاتر اصدر بيان في مارس بأن هنالك مفاوضات مع عدة شركات منها ISL وكذلك CCC مالكة حقوق في امريكا و أحد شركاء الفيفا ١٩٩٠-١٩٩٤-١٩٩٨.

في ٢٩ مارس أرسل دروسارت فاكس لبلاتر يقول: أنك طلبت عرضنا في وقت ضيق والآن أكثر من ستة أشهر لم يصلنا أي رد.

بلاتر لم يرد على هذا الفاكس ولكن بعد ثلاث اسابيع قام بالرد تحديدا في ١٨ ابريل. طلب بلاتر من دروسارت ان يقوموا بتقديم عرضهم لمونديالي ٢٠٠٢ و ٢٠٠٦ معا وآخر موعد ١٥ مايو. (تجهيز العرض في أقل من شهر!)

في ١٥ مايو لم يتقدم بالعرض الا ISL و كيرش وكانت ISL تعاني ولا تستطيع دفع مبالغ طائلة للمونديال فتم إدخال مجموعة كيرش ايضا فتم تقسيم الكيكة بينهما.

في ٥ يوليو ١٩٩٦ تم الإعلان عن بيع حقوق مونديالي ٢٠٠٢ و ٢٠٠٦ لـ شركتي ISL و كيرش. في شتاء ١٩٩٨ وصلت حوالة من البنك من حساب ISL لـ الفيفا  بقيمة مليون فرنك سويسري ومررها سيب بلاتر (وقد تم ذكر القصة في الأعلى). 

في ٢٠٠١ قال دروسارت في مقابلة لمجلة بيزنس وييك: العملية لم يتم شرحها مطلقا، كلما قدمنا عرضا نحصل على إجابة مبهمة! السيد بلاتر أعلن أن العملية ستكون شفافة ولكن لم تكن كذلك لنا.


التصويت عام 1998 والسرقة في وضح النهار:



كان الصراع بين بلاتر و يوهانسون والتصويت سيكون في باريس. يوهانسون ابدى غضبه الشديد من الإتحاد الإنجليزي لأنهم كذبوا عليه. قبل اسبوع اجتمع بهم واعلنوا تأييدهم له ولكن يوم الإنتخابات اعلنوا تأييدهم لبلاتر. يقول يوهانسون: الأندية الإنجليزيه حُرمت من المسابقات الأوروبية وأنا قاتلت لإعادتها والآن يخذلونني؟!

كان هدف الاتحاد الإنجليزي الحصول على دعم بلاتر بإعطائهم مونديال 2006 وهو ما تم الاتفاق بينهم وبين بلاتر وقام بدعمهم بشكل رسمي لاحقا. فرنسا كذلك اعلنت ترشيحها لبلاتر مما جعل يوهانسون يبدي حيرة كبيرة في ذلك، فهم من دعموه ليترشح والآن يعلنون ترشيحهم لـ بلاتر!

كان الفصل بين يوهانسون و بلاتر في افريقيا، حينها تدخلت الشركتين القويتين اديداس و كوكاكولا بدعم بلاتر بالمال لتطوير الرياضة في الدول الأفريقية من حكام ومدربين وملاعب وغيرها مع أخذ دعمهم بالتصويت لبلاتر.

الوعد الكبير كان قرار هافيلانج للدول الأفريقية أنه في حال فوز بلاتر بالرئاسة سيكون هناك مونديال أفريقي، لاحقاً قال نفس الأمر لأمريكا الجنوبية، لذلك مونديال ٢٠١٠ كان المترشحين افارقة فقط، ٢٠١٤ كان لأمريكا الجنوبية، وهو ما ادعى بلاتر ان كأس العالم يدور حول القارات ولكن تم إبطال هذه البدعة بعد فوز البرازيل بتنظيم مونديال ٢٠١٤.

قال يوهانسون بعد فشله في الفوز والدموع في عينيه: تحدثت مع الكثيرين ووعدوني بأن يقوموا بالتصويت لي ولكنهم كذبوا علي، لقد تعلمت درسا قاسيا لن انساه.

جاك وارنر قال ان الفوز بسبب قارة افريقيا وبلاتر استطاع تقديم خدمات ومساعدات مالية للإتحادات وايضا مساعدة رياضية لذلك قاموا بالتصويت له.


السيد جينينغز حاول أكثر من مرة في مقابلة جاك وارنر واستطاع في احداها مقابلته وهو يمشي ولكنه تعرض للشتم من وارنر ورفض التصريح له إطلاقا. (وارنر استقال بعد الفضيحة التي فجرها جينينغز على BBC ).


جاك وارنر وتذاكر المونديال:


شخصياً اعتبر جاك وارنر أحد أفسد المسئولين في التاريخ الرياضي!. لايوجد شخص بـ مثل بجاحته ، فهو يطلب علنا ولا يهتم، فقد طلب من جميع منظمي المونديال أموال لترشيحهم، بل بلغت فيه الجرأة أن يأخذ اموال من دولتين متنافستين!! . وتحت يده أكثر من ٣٠ صوت في الإنتخابات الرئاسية فهو من يتحكم بهم جميعا.

سنتحدث هنا عن جاك وارنر وتذاكر المونديال فقط، لن نتطرق للفساد الذي قام به الرجل في الإنتخابات وغيرها، فالموضوع يطول و يطول. عائلة وارنر لديها شركة سياحيه. وارنر حقق ارباح من بيع تذاكر مونديال ٢٠٠٢ بمبلغ ٣٥٠ الف دولار.

ايضا في تحقيقات ٢٠٠٥ اكتشفوا ان هناك تلاعب في التذاكر وبيعها في السوق السوداء عبر شركته وهو عضو لجنة تنفيذيه!

الطريقة كالتالي:

عائلة وارنر تأخذ حقوق بيع تذاكر المونديال لبيعها في السوق بشكل نظامي وهذا المفترض , لكنهم يقومون ببيعها في السوق السوداء!! عن طريق عمل (باكيج) رحلة سياحية: زيارة المدينة + حضور المباراة بمبلغ قليل جدا (فعلوها لمباريات ترينداد و توباغو في ٢٠٠٦) ولكن للمباريات الأخرى فهو كان ملك السوق السوداء!

الطريقة الثانية:

يقوم بالإعلان الرسمي إلى بيع كل التذاكر وهو قد قام بإعطائها لشركة العائله التي يديرها ابنه الذي يقوم ببيعها في السوق السوداء، الدفع في محلات وارنر دائما نقد (كاش) ولايتم استخدام البطاقات الإذئتمانية مطلقا.

فكيف يُحارب الفيفا السوق السوداء ونائب الرئيس هو من يقود جزء من هذا السوق؟
بعد التحقيقات وجدوا أنه في عام ٢٠٠٥ اكتشفوا صافي ربح  شركة عائلته بلغ مليون دولار من السوق السوداء فقط! تم تغريمه مليون فرنك، لم يدفع الا ٢٥٠ الف ورفض دفع الباقي ولم يحدث شئ! الغريب أن ٢٥٠ الف دولار هو نفس المبلغ الذي تلقاه الاتحاد الكاريبي كمنحه لتطوير الرياضة لديهم!!

الطريقة الثالثة:
قام في مونديال ١٩٨٩ في تصفيات المونديال بين امريكا وترينداد و توباغو وبمراقبة من الفيفا بطباعة ٤٥ الف تذكرة وبيعها، علما بأن الملعب لايتسع الا ٢٨٥٠٠ متفرج! 

هذه بعض الطرق التي يقوم بها وارنر، ملك السوق السوداء لتذاكر المونديال في العالم.

وارنر كان يمتلك التذاكر في دول امريكا الوسطى  ويضعها في شركته الخاصه وهو نائب رئيس الفيفا!. الفيفا يرفض التحقيق معه حينها (لاحقا في ٢٠١٢ حققوا معه بالكامل) واستقال لكي لاتتم معاقبته. للعلم جاك وارنر عضو لجنة تنفيذيه من عام ١٩٨٣م حتى استقال بعد الفضائح لاحقا.

من هو البديل الحقيقي لبلاتر ويقومون بتجهيزه الآن؟



الجميع يكاد يُجمع على اسم واحد فقط، هو الأمير الأردني علي بن الحسين.
هو من سيقود الكرة الآسيوية وعلاقاته معهم مميزه ايضا يتم تجهيزه كما يتردد ليكون الخليفة المستقبلي لـ بلاتر وهذا ما دعى بلاتر لتأكيد استمراره وترشيحه لرئاسة الفيفا حتى 2019 (التصويت القادم 2015) سيكون الأمير علي قد أتم 7 سنوات كعضو لجنة تنفيذية في الفيفا وقد ينضم خلالها ليكون عضو في اللجنة التنفيذية في اللجنة الأولمبية.


قبل الختام: رئيس لجنة الأخلاقيات ايكرت أعلن أن قضية ISL أُغلقت بشكل نهائي ولن يتم فتحها مرة أخرى :)

نقطة أخيرة: قد ترون استقالات عديدة وسط التحقيقات، لماذا؟ حسب قوانين الفيفا في حال قام العضو بالإستقالة فلا تتم معاقبته، لذلك في عامي ٢٠١١ و ٢٠١٢ شهد أكبر حملة استقالات في تاريخ الفيفا من اعضاء اللجان التنفيذية.

أخيرا: الآن تجري تحقيقات بفوز روسيا ٢٠١٨ وقطر ٢٠٢٢، وهما كما يقال حالياً هي مكافئة بلاتر لهاتين الدولتين بعد دعمهم الهائل لإنتخابات بلاتر وفوزه المستمر وخصوصا الأخير واكتساحه التصويت ١٨٦ صوت من أصل ٢٠٣ صوت.


أطلت كثيراً ولكن هناك أمور لم يتم إيضاحها، قد يتم إيضاحها لاحقاً بإذن الله.
تحياتي 

* تم التحديث في ٣٠-٥

الاثنين، 19 مايو 2014

تأثير الرقم 11 على كرة القدم .. شرح مفصل



منذ أن تم الوصول إلى ( قانون التسلل ) بشكله الحالي في عام 1974 و تطبيقه في بطولات كأس العالم , لم تتغير قوانين كرة القدم كثيرا. لكن ماذا عن القوانين الأخرى التي تم إتخاذها قبل ذلك ؟ وكيف تم إتخاذها ؟ .. مساحة المرمى , مساحة الملعب , عدد الحكام , عدد اللاعبين ... إلخ. تاريخ كرة القدم مُغري لأي متابع لـ أن يقرأه و يعرف كيف تشكلت لعبة كرة القدم حتى أصبحت اللعبة الشعبية الأولى في أجزاء كثيرة من العالم. 

الحديث هنا سيكون متركز بـ نسبة كبيرة حول (عدد اللاعبين) في الفريق الواحد , ومدى تأثيرذلك على جمالية كرة القدم؟ .. 

جُلَ قوانين اللعبة التي نراها اليوم أُتخذت في أواسط القرن التاسع عشر , وكانت الأراضي الإنجليزية من مدراس عامة و جامعات أرض خِصبة و حقل تجارب لهذه القوانين. كرة القدم ليست هي الأقدم بالطبع , هنالك رياضات أخرى لها الأقدمية .. لكن كرة القدم عاشت تغيَر مستمر في بدايتها لم تعيشه كثير من الرياضات حتى ظهرت بهذه الجمالية التي نراها اليوم.

لماذا يحتوي فريق كرة القدم على 11 لاعب ؟



سؤال خطر على بالي كما طرق أبواب الكثير من العقول , لماذ لا يحوي الفريق على 15 لاعب مثلا أو 10 لاعبين ؟ لماذا 11 لاعب تحديدا؟ هل وُضع هذا الرقم وفقا لـ دراسات علمية أو هو مجرد قرار تم إتخاذه بعشوائية؟ متى وُجد هذا الرقم أصلا ؟ وهل كانت كرة القدم تُلعب بـ 11 لاعب في الفريق منذ البداية؟

كما تلاحظون هو مجرد سؤال جلب معه العديد من التساؤلات المنطقية. لكن قبل ذلك عليَ توضيح نقطة مهمة جدا. البعض لا يكترث لكل ذلك ولا يهمه سوى مشاهدة فريقه يلعب 90 دقيقة فقط , لكن بالنسبة لي ولـ الكثيرين غيري كرة القدم أوسع و أشمل من مجرد كونها مباراة تُلعب في محيط صغير يحضرها حُفنة من الجماهير . كرة القدم لديها تاريخ , قوانين , أعراف و تقاليد ربما يفوق بعض الدول , لذلك مثل هذه المواضيع مشوقة جدا.




كرة القدم في بدايتها كانت عشوائية في كل شي , في قوانينها و طريقة لعبها وكل ما يحيط بها. هناك مراجع تؤكد أن كرة القدم لُعبت في بدايتها في العصر القديم  بـ فريقين , يحوي كل فريق على 28 لاعب , 5 منهم حراس مرمى . . . تصور عزيزي القارئ 56 لاعب يلعبون كرة قدم  في محيط مشابه لـ المحيط التي تُلعب به كرة القدم اليوم. قطعاً حينها كانت كرة القدم بشعة للغاية.

مع مرور الوقت تغيرت القوانين بعض الشي , في إنجلترا كان السائد أن يحوي الفريق على 15 - 21 لاعب بحسب ما يتوفر لدى الفريق من لاعبين . وفي حال أتى احد الفريقين بعدد لاعبين أقل من الآخر , يتم تنقيص ذلك العدد من الفريق المكتمل. مثلا لو اتى فريق A بـ 19 لاعب , وكان الخصم B بـ 17 .. يخرج لاعبين من الفريق  A وهكذا. لا زالت العشوائية عنوان لـ كرة القدم.

 بدأت كرة القدم في التحسن شيئا فـ شيئا منذ أن وضعت جامعة ايتون أول قوانين لـ كرة القدم في عام 1841 , ثم تبعتها بعض الجامعات في قوانين تختلف بعض الشئ مثل جامعة رغبي 1846 , جامعة كامبريدج 1848 , وجامعة شيفيلد 1857.


في عام 1870 حدث تغيُر مهم جدا وهو إعتماد الإتحاد الإنجليزي قوانين جامعة كامبريدج كـ قوانين رسمية لكرة القدم وتم الإتفاق على ان يكون عدد لاعبي الفريق الواحد 10 , 11 أو 12 لاعب شرط أن يكون بينهم حارس مرمى واحد فقط . في عام 1897 تم اختيار رقم أوحد وهو 11 لاعب مع استمرار شرط حراسة المرمى وأُجبر الكل على تطبيقه.

السبب الرئيسي وراء إختيار الرقم 11 غير متفق عليه وهنالك أسباب كثيرة طُرحت من قِبل المؤرخين منها :
1- تم إجراء دراسات أكَدت أن 20 لاعب مع حارسين مرمى يكفون لـ تغطية كامل مساحة الملعب.
2- محاولة من القائمين على كرة القدم لـ مجاراة اللعبة الأكثر شعبية في ذلك الوقت وهي (الكريكت) وكانت تُلعب بـ 11 لاعب في الفريق الواحد.
3- في تلك الفترة كانت الغرفة الواحدة في مساكن طلاب المدارس والجامعات والذي يُعرف بالمهجع كان يحوي 11 سرير , و الثكنات العسكرية أيضا بين الجنود كانت تحوي 11 سرير لكل ثكنة .. لذلك اعتبروا المهجع الواحد أو الثكنة الواحدة فريق كرة قدم. يا تُرى هل هذا هو السبب وراء إختيار الرقم 11 ؟ .


إقتراح سقراط

 قطع مسافة 12 ألف متر (12 كم) , كما فعل الاسباني الشاب كوكي في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال أمام البرسا .. تُعادل الركض من المرمى الأول إلى المرمى الثاني كل 45 ثانية. غابي أحد لاعبي الوسط المميزين في هذا الموسم هو أكثر اللاعبين ركضا في دوري الأبطال. 

تغطية أكبر مساحة ممكنة من الملعب أصبح هو مفتاح الفوز في كرة القدم الحديثة , الأندية تُدرك ذلك جيدا. أحد أهم المعايير التي أضحى المدربين ينظرون لها عند الرغبة في التعاقد مع بعض اللاعبين : كم (كـيلو متر) يستطيع أن يركضه اللاعب في المباراة الواحدة؟ .

تشافي هرنانديز يعتبر أفضل اللاعبين في جيله من ناحية التمرير و التحكم بـ مجريات المباراة. ما لا ينتبه له كثير من الجماهير هو أن تشافي يُعد أيضاً واحد من أكثر اللاعبين الذين يبذلون جهد كبير للغاية من أبناء جيله , معدل ركضه في المباراة الواحدة 11 كــم.

هل هذا له تأثير على جمالية كرة القدم؟


هل اللاعبين أصبحوا يركضون أكثر من السابق ؟ .. يقول الأسطورة البرازيلية سقراط: "معدل ركض اللاعب في المباراة الواحدة في مونديال 1970 كان (3.5 كــم)" .. بينما اليوم معدل ركض اللاعب في المباراة الواحدة هو (10 كــم). 

يعتقد سقراط أن المعدلات العالية التي يركضُها اللاعبين حاليا مشكلة حقيقية و تؤثر سلباً على جمالية كرة القدم , لذلك يقترح سقراط تقليص عدد لاعــبي الفريق الواحد إلى 9 لاعبين لـ زيادة وقت امتلاك اللاعب لـ الكرة. لكن هل فعلا اللاعبين يركضون بشكل أكبر من السابق , و يقضون وقت أقل بـ الكرة؟

القليل من اللاعبين من يحمل شهادة الدكتوراة مثل البرازيلي سقراط لذلك إقتراحه وجد إهتمام كبير و نوقش غير مرة من قبل المختصين .

الأكاديمية الرياضية الألمانية في مدينة كولن قامت بـ عمل دراسة حول هذا الموضوع لـ 19 مباراة في بطولات كأس العالم ( من 1958 إلى 2010 ) . الدراسة تناولت أمور عديدة منها الطقس , الفيتامينات المستخدمة .. إلخ , لكنها ركزت بشكل كبير على السرعة التي لُعبت فيها هذه المباريات. الدراسة أظهرت ان المنتخب الألماني في مونديال 1974 لعب كرة قدم برتم يُعد هو الأسرع في تاريخ الألمان في بطولات كأس العالم.

ركز الباحثين على عاملين في هذه الدراسة :
1- قياس وقت اللعب مقارنة بالمسافة التي تقطعها الكرة.
2- مُعدل الوقت الذي يقضيه اللاعب في إستلامه للكرة ومن ثم تمريرها.

تقول الدراسة أن مُعدل الوقت الذي يقضيه اللاعب في إستلامه للكرة ومن ثم تمريرها , كالتالي :

1958 - 1990 = 4.64 ثانية.
2002 - 2010 = 4.04 ثانية.

من خلال هذه الدراسة يتضح أن اللاعبين سابقا كانوا يقضون وقت أكبر مع الكرة. هذه النتائج ليست حاسمة بـ الطبع لكنها تُعطـينا مؤشر بأن وتيرة لعب المــباريات لــم تزداد بـ الصورة التي يُفكر بها المتابعين حاليا. المنتخب الألماني في مونديال 74 كان أسرع من مونديال 2006 بـ ثانية كاملة , كلا الموندياليين أُقيم في المانيا. بينما مونديال 70 في المكسيك كان بطئيا جدا لسببين رئيسيين : درجة الحرارة العالية و كلاسيكية كرة القدم في ذلك الوقت.

لا أحد يختلف أن لاعبي هذا الجيل أكثر قوة ولياقة .. الظروف التي تحيط بـ اللاعبين في الوقت الراهن تجعل منهم رياضيين بـ قوة بدنية ممتازة.

نعود مرة أخرى إلى المسافة التي يقطعها اللاعب في المباراة , من الواضح جدا أن اللاعبين اليوم يركضون مسافات أطول ( عدة كيلومترات) من السابق. الأرقام السابقة لم تُظهر ذلك جيدا.

التركيز على قدرة اللاعبين في قطع مسافات أكبر أثناء المباريات أصبح شي اساسي في عالم كرة القدم اليوم .. البعض ربما لاحظ ذلك من قبل. عندما يأتي مدرب مثل خوزيه مورينهو , بيب غوارديولا أو يورغن كلوب ويؤمن أن مفتاح الفوز في المباراة هو الركض المستمر وتغطية أكبر مساحة ممكنة من الملعب , ثم تأتي الإحصائيات و تؤكد هذه النظرة .. أعتقد اننا عرفنا السبب الحقيقي وراء إنقضاء أيام اللعب بمهاجمين مثلا .

في حالة بيب مثلا وهو يعتبر مرجع في هذه النقطة , نجد أنه يُفضل اللعب من دون مهاجم إطلاقا .. لماذا؟. المدربين أصبحوا يبحثون عن عدد أكبر من اللاعبين في خط الوسط ليس لـ أسباب دفاعية ولكن لأهمية تغطية مساحة الملعب بـ الركض المستمر. المدربون يريدون تقليل مساحة اللعب في ملعب الخصم قدر الإمكان , خصوصا الفُرق التي تلعب بـ طريقة التيكي تاكا أو (غوارديولا) إن صح التعبير .

هذه الرغبة لدى المدربين جعلتهم يهمشون تماما اللاعب الخلًاق و المبدع إذا كان غير قادر على ركض 10 أو 11 كم في المباراة. مركز صانع اللعب والذي من خلاله يُنثر الإبداع والجمالية في كرة القدم , أختفى تقريبا .. ولا أبالغ إن قلت أن آخر لاعب صانع لعب بمسماه الحقيقي هو خوان رومان ريكلمي . صانع اللعب الذي كان مهمته فقط إستلام الكرة وصناعة اللعب , لا وجود له اليوم.
هل تقليل عدد اللاعبين في الفريق الواحد , من شأنه إعادة هذا النوع الفاخر من اللاعبين لـ السطوع مرة أخرى؟

أعتبر نفسي من عشاق الفيلسوف الباكي (هرقلطيس) الذي يؤمن كليا بـ فكرة التغيير .. وكما يقول : " التغيير أساس الوجود , والإستقرار موتٌ وعدم". لذلك أنا شخصيا أحب و أويد التغيير كـ مبدأ ضروري لإستمرار النجاح و التألق , لكن ليس في كرة القدم وبالذات قوانينها.

مع إنعدام استخدام المهاجم بـ الصورة السابقة , منطقيا بـ الإمكان تقليل عدد اللاعبين إلى 10 و ربما 9 مثل ما اقترح سقراط .. لكنني لست مع هذا الإقتراح لأنه لن يُغير في الأمر شي .. كيف؟. هذه رغبة مدربين وتوجه التدريب , فعندما تُنقص لاعب ستظهر المساحات قطعا. حينها سوف يطلب المدربين من اللاعبين المتبقين تغطية هذه المساحات , فـ من كان يركض 10 كــم في المباراة , سوف يركض 14 كــم .

الأسطورة الألمانية فرانز بيكنباور قبل فترة قصيرة إنتقد بشدة طريقة لعب مدرب فريقه بيب غوارديولا و وصفها ( بـ المملة) , وأثار تحديدا نقطة تقييد لاعب موهوب مثل {شفانشتيغر}ومنعه من اداء أدوار هجومية يجيدها ومنها التسديد .. هل اللاعبين القدامى امثال الراحل سقراط و بيكنباور مُحقين فيما يقولون؟ هل كرة القدم أصبحت أقل متعة من السابق؟ هل اللاعبين بحاجة لـ قضاء وقت أطول بـ الكرة؟ . . اترك الحكم لكم !!

عدد لاعبي الفريق وعلاقته بـ تطوير اللاعبين الشباب

فـــي المــــــــانيا :



الكل يعرف من هو ( ماتياس سامر ) و الذي أحب أن أُطلق عليه لقب قائد الثورة الكروية في المانيا في العقد الأخير. في الأول من إبريل من عام 2006 أقر الإتحاد الألماني منصب جديد بإسم { مدير فني } مسؤول عن كل المنتخبات و الفئات العمرية في المانيا. منصب جديد و يتعلق بـ عمل كهذا , لا شك أنها مهمة شاقة .. نجح فيها سامر بإمتياز.

بدأ سامر عمله بالإهتمام بـ القاعدة الأساسية , فبنى العديد من المراكز التأهلية  لتجهيز الشباب تحت سن 16 عام .. ثم أسس دوريات متعددة تحوي هولاء الشباب من الفئة العمرية 16 سنة - 23 سنة. حتى اتخذ قراره الأجمل على الأطلاق وهو الإجتماع مع المسؤولين وممثلي الأندية لـ الإتفاق على طريقة تدريب واحدة ينتهجها الكل وتسير على إثرها الكرة الألمانية . الهدف من ذلك هو جعل الأمور أكثر سهولة عند الرغبة في تعويض اللاعبين بـ لاعبين آخرين.

في 2011 خرج ماتياس سامر بـ فكرة جديدة لتطبيقها في أكاديميات إعداد الشباب والناشئين وهي تصغير حجم الملاعب التي يلعب بها هؤلاء اللاعبين وتقليص عدد الفريق من 11 لاعب إلى أقل (كلٌ حسب درجته) من أجل زيادة التجانس والقدرة على التمرير واللعب في المساحات الضيقة لدى اللاعبين .

تعتبر هذه الفكرة واحدة من أهم الإبتكارات المميزة التي اتى بها سامر , وحققت نجاح منقطع النظير. نوير , كروس , اوزيل , غوتزة , مولر والبقية .. هم نتاج ما قام به سامر وطاقم العمل الذي معه.

في إنجلترا



كان السيد غاريث ساوثغيت رئيس لجنة التنمية و التطوير في الإتحاد الإنجليزي في ذلك الوقت (2011/2012) مهووسا لدرجة تفوق الوصف بـ برشلونة و ستايل لعبه و المواهب التي يمتلكها الفريق .. كان يتسائل لماذا لا يمكننا إنتاج مثل مواهبهم؟.

في فبراير من عام 2011 قدم السيد غاريث ساوثغيت طلبه لـ الإتحاد الإنجليزي بـ حظر اللعب بـ 11 لاعب في الفئة العمرية دون 12 سنة وتقليص مساحة الملاعب بما يتناسب مع كل فئة عمرية.

 هذا الطلب اتى بعد بحث قام به ساوثغيت صحبة المدرب نيك ليفيت في الفئات السنية لـ الأندية الإنجليزية لـ مدة 18 شهر بهدف تطوير اللاعبين الشباب في إنجلترا. 

في سبمتبر طرح الإتحاد هذا الطلب لـ الأستفتاء على من لديه أسهم . وكان القانون يقول : إذا وصلت نسبة الموافقين إلى 75% , سوف يُطبق كـ قاعدة أساسية في الفئات السنية .. أما إذا كانت النسبة أقل فـ سوف يتم رفضه.

النقطة التي استند عليه ساوثغيت و ليفيت في بحثهم هي ان الدول الثلاث الأكثر نجاحا في هذا المجال : أسبانيا , ايطاليا و فرنسا لا يلعبون بـ 11 لاعب في الدوريات المتعلقة بـ الشبان الأقل من 14 عام .. وهذا دليل نجاح هذا القرار.

يقول ساوثغيت : " اللعب بـ 11 لاعب يجعل اللاعبون لا يلمسون الكرة كثيرا. قد يكون النظام الحالي مناسب لـ الشبان الذي يتمتعون بـ قوة بدنية لكن الضعفاء منهم سوف تُقتل فُرصهم. المعضلة التي تواجهنا حاليا من سيتكفل بـ ميزانية تغيير مساحة الملاعب و تصغيير حجم المرمى فيها ؟ ".

هنالك مدربين أمثال ارسين فينغر , روبرتو مارتينيز و اوين كويل دعموا هذا الطلب قبل طرحه لـ الإستفتاء.
في نهاية عام 2011 .. أعلن الإتحاد الإنجليزي عن قبول هذا الطلب و بدء تطبيقه في موسم 2013-2014 .

كيف حدث هذا التغيير؟



تم تغيير الهيكل بـ أكمله في نظام اللعبة لدى اللاعبين الشباب , و أشتملت التغييرات على عاملين رئيسيين :
1 - تنقيح مسار اللاعب.
2- إنتهاج إسلوب مرن يزيد من مستوى التنافسية عند اللاعبين الشباب.

وتم تطبيق كل هذه التغييرات في كل المواقع التي يلعب لها هؤلاء الشباب من أندية , مدارس , جامعات و دوريات كرة قدم. سنكتفي بـ توضيح العامل الأول لأنه يتعلق بموضوعنا , اما العامل الآخر فهو مختص بترتيب الدوريات , عدد المباريات ... إلخ.


 تنقيح مسار اللاعب.

الميزات الرئيسية:
* تأسيس شكل جديد 5 ضد 5 (لاعبين) لمن هم تحت سن 7 و8 سنوات.
* تأسيس شكل جديد 9 ضد 9 (لاعبين) لمن هم تحت سن 11 و 12 سنة.
* في موسم 2013/2014 , الأندية مطابلة بـ تطبيق الشكل المناسب لمن هم تحت سن 7 سنوات و 11 سنة فقط.
* في موسم 2014/2015 , سيكون أمر إلزامي تطبيق كل الأشكال مع جميع الفئات العمرية.
* من هم تحت سن التاسعة و العاشرة يستمرون في اللعب بـ 7 ضد 7 (لاعبين) , بينما من هم في سن 13 فيلعبون بـ 11 ضد 11 (لاعب).
* مساحة الملعب و المرمى لكل فئة عمرية موضحة في الجدول التالي :



الفوائد الرئيسية:
1- لمس الكرة بشكل أكبر.
2- أهداف أكثر ومحاولات تسجيل أكبر.
3- زيادة فرص اللعب (واحد ضد واحد).
4- زيادة محاولات التوغل والإختراق.
5- زيادة المتعة في كرة القدم.
6- تساعد على تطوير المهارات الفنية والتكتيكية.
7- خير إعداد لمرحلة اللعب بـ 11 لاعب في الفريق الواحد.

^ توضيح : التجربة الإسبانية في هذا المجال المتعلق بـ اللاعبين الشبان ممتعة للغاية وهي تعتبر بمثابة المرجع لـ الدول الأخرى . لم أتطرق لها هنا لأنها تحتاج مدونة لـ وحدها حتى تاخذ حقها كاملا.


الموضوع متشعب و ذو شجون .. حاولت تلخيصه و تبسيطه قدر الإمكان .. أعتذر على الإطالة ..
تحيتي


السبت، 10 مايو 2014

رؤية مستقبليه لنظام فريق B في الدوري الإنجليزي

بسم الله الرحمن الرحيم 


اعلن الإتحاد الإنجليزي عن فكرة الإعلان عن أندية B لأندية البريميرليغ لكي تشارك في الدرجات السفليه في انجلترا، بحيث ان الفريق B يصعد ويهبط مثله مثل البقية ولكنه لايلعب نهائيا في نفس الدرجة التي يلعب بها الفريق الأول، بل يلعب في درجة أقل منه.

كذلك اعلن عن امور اخرى هدفها دعم اللاعبين الإنجليز وتطويرهم لأن هناك مشكلة كبيرة في انجلترا الآن حيث بلغ عدد اللاعبين الانجليز ٣٤٪ فقط مما يؤثر على الكرة ووكذلك على الدولة اقتصاديا ورياضيا، والهدف ان يصلون خلال ٨ سنوات لتصبح نسبة اللاعبين الإنجليز في الدوري ٤٥٪.

هذا الموضوع سنتحدث عن هذا القرار ومثيله في المانيا، ولكن يجب علينا ايضا التطرق إلى الهيكلة التنظيمية في الإتحادات والصراعات الحالية لتوضيح الصورة بأكبر قدر ممكن، اعلم انني لن اغطي كل التفاصيل الدقيقة فيه، ولكن لأعطي فكرة وتوضيح بسيط لكيفية العمل في أفضل دوريين في العالم من الناحية التنظيمية المانيا وانجلترا والصراعات الداخلية فيما بينهم وحجم التأثير لهذه القرارات على الأندية الإنجليزيه مستقبلاً. ماسيحدث اليوم سنرى نتائجه بعد ٥ سنوات على الأكثر، وهي محاولة واجتهاذ مني لتوضيح الأمور قدر المستطاع.

أكاد أُجزم بأن القرار الإنجليزي مأخوذ بالنص من النظام الألماني، وتم تطبيقه بنسبة ٩٩٪، وهذه أراها إيجابية وصحيحة للغاية، فالنموذج الألماني قام بالمطلوب ونجح في ذلك وتنفيذه بشكل احترافي، فيجب علينا تقليده، لذلك جميع القرارات من فريق B أو عدد الأجانب وغيرها هي مأخوذه من النظام الألماني، وهذا لايقلل من الإتحاد الإنجليزي أو يرفع من شأن الإتحاد الألماني، فقط في المانيا تم اتخاذ قرار جرئ، في انجلترا التردد والقلق والخوف ولكن الآن تم الجزم والإقدام.

التدرج مطلوب في أي قانون، وفرض القوانين وتعديلها وتطويرها ضروري جدا، فالماء الراكد يُفسد بالنجاسة، وأعتبر هذه القوانين الجديدة هي الأولى من نوعها من الإتحاد الإنجليزي لتطوير الكرة الإنجليزيه لتضاهي مثيلاتها في اوروبا في فئاتها السنية ودوريها القوي.

هذا القانون لم تخترعه انجلترا من العدم، أو أنه أمر غريب أو جديد على عالم كرة القدم بل يتم تطبيقه في اسبانيا والمانيا منذ فترة طويلة، في المانيا يُطبق بإحترافية أكثر بكثير من اسبانيا، لذلك سنتطرق للتجربة الألمانية وكذلك الإنجليزية، ولتشابه ظروفهم في كثير من الأمور.

لماذا هذا القانون؟ ماهي فائدته؟

هناك مشكلة كبيرة وفجوة في الفئات السنية، اللاعب يدخل المدرسة الكرويه للنادي بعمر ٨-١٠ سنوات أو أقل، يصل لمرحلة فريق الشباب بعمر ١٦-١٩ سنه، بعدها يجب ان ينتقل للفريق الأول!

هنا تحدث المشكلة، هو يحتاج الاستمرار في اللعب لتطوير مستواه، ولكن في نفس الوقت لايستطيع الاستمرار في درجة الشباب مما تجعل العديد من اللاعبين يموتون في هذه المرحلة وهي الأهم في مسيرة اللاعبين عموما، لا اتحدث عن اللاعبين الموهوبين وأصحاب المواهب الخاصة مثلا ميسي فهو معجزة كروية خاصه لذلك ليست مقياساً، ولكن اتحدث عن عموم اللاعبين مهما كانت أسمائهم.

لذلك نرى الكثير من الاعارات للفرق الكبيرة للاعبيها وارسالهم لفرق متوسطه وصغيره لكي يستطيعوا اللعب بشكل مستمر ولكن هذه الأندية الكبيرة تستطيع إعارة ٥-٦ لاعبين ولكن لديك ١٥ لاعب أو أكثر فكيف تتعامل معهم؟ 

رابطة الدوري الإنجليزي اعلنت انهم ضد قرار فريق B ومشاركته في الدوري ولكنهم أكدوا وجود هذه المشكلة في الفئات السنية ولكن يجب حلها بطريقة مختلفة قبل اتخاذ هذا القرار.

سابقا الكثير من هؤلاء اللاعبين كانوا يختفون ويتركون الكرة نهائيا وهم بعمر ٢٠ سنه ويتوجه لعمل آخر، اما التحكيم او التدريب وغيره، لذلك تسمع حكم كان لاعب في شبابه ولكنه اتجه للتحكيم! هذه واحدة من المشكلات الكبيرة للأندية.

هذا اللاعب الذي تم تدريبه وتنشأته في المدارس الكرويه والفئات السنية، كم من المبالغ المالية التي تم صرفها عليه ومن ثم لاتستفيد منه الأندية، هذا هدر مالي كبير جدا ويحتاج إلى حلول مختلفة.

حالة المنتخب:

المانيا عانت الأمرين قبل هذا القانون، بل وأصبحوا يُطلقون عليها منتخب العواجيز و في مونديال ٢٠٠٢ معدل أعمار لاعبي المنتخب تجاوز ٣٠سنه! أما في ٢٠١٠ كان المنتخب الألماني هو ثاني اصغر معدل اعمار لاعبين في المونديال بعد غانا، قرابة ٢٤ سنه وعدة أيام كأصغر منتخب الماني في التاريخ.

الكل يُجمع ان انجلترا تملك أكبر دوري كرة قدم له شعبية في العالم، ولدى الكثيرين هو الأفضل عالمياً، ولكن في المقابل منتخب ضعيف، دوري يُعاني من شُح المواهب الشابه انجليزيه، فالمدرب للمنتخب الإنجليزي لاتجده يستطيع جمع لاعبين مميزين في جميع المراكز مع امتلاكه أحد أفضل دوريات العالم!

تكاد ترى التشابه بين حالة المنتخبين، المانيا قبل ١٣ سنه، انجلترا الآن، أوضاع صعبة تحتاج لقرارات قوية.


الهيكلة التنظيمية:

في الدولتين هناك:

وزارة = هي المسئوله عن جميع الرياضات في الدولة
اتحاد = هو المسئول عن كرة القدم بجميع فئاته ودورياته 
رابطة = هو المسئول عن قطاع محدد في كرة القدم.

الكثيرين لايفرقون بين الإتحاد و الرابطة (في السعودية مؤخرا تم الفصل بين الاتحاد السعودي ورابطة الدوري السعودي وهذه هي الطريقة المُثلى والصحيحة للإحتراف الحقيقي).


رابطة الدوري الألماني:
هي المسئوله عن العملية التنظيمية والإدارية والتسويقية والرخصة و من جميع النواحي لدوري الدرجة الأولي والثانية وكذلك السوبر الألماني، تأسست ١٨-١٢-٢٠٠٠ تأسست كشركة ذات مسئولية محدودة تملكها الأندية، أول موسم قامت بإدارته ٢٠٠١-٢٠٠٢.

الإتحاد الألماني:
هو المسئول عن العملية التنظيمية والإدارية والتسويقية ومن جميع النواحي لجميع الدرجات الأخرى الدرجة الثالثه والمناطق والإتحادات التابعه للإتحادات وكذلك المنتخب، ايضا الفئات السنية، دوري هواة ودوري احتراف جزئي، تأسس الاتحاد عام ١٩٠٠.

عملية التأسيس والفصل تمت في المانيا عام ٢٠٠١، شخصياً اعتبره هو عام الثورة الكروية في المانيا، تغيرت بعده كل شئ في المانيا للأبد. (قد اتطرق مستقبلا عن أسباب الثورة الألمانية في كرة القدم وكيفية حدوثها)




رابطة الدوري الإنجليزي:
هي المسئوله عن العملية التنظيمية والإدارية من جميع النواحي لدوري الدرجة الممتازة و الأولي والثانية والثالثه وكأس المحترفين (يتم تسميته حسب الراعي الرسمي للبطولة)، تأسست ٢٠-٢-١٩٩٢تأسست كشركة ذات مسئولية محدودة تملكها الأندية، قامت بإدارة اول موسم ١٩٩٢-١٩٩٣. 

الإتحاد الإنجليزي:
هو المسئول عن العملية التنظيمية والإدارية من جميع النواحي لجميع الدرجات الأخرى وكذلك المنتخب، ايضا الفئات السنية وكأس انجلترا ايضا ملعب ويمبلي، الكومينتي شيلد، تأسس ١٨٦٣.

عملية التأسيس والفصل تمت في انجلترا عام ١٩٩٢، وهو يُعتبر لدى الجميع عصر ماقبل ٩٢ ومابعده، فقد كانت لحظة تاريخية وقرار كبير من الإتحاد الإنجليزي جعل الدوري يتطور بشكل مُذهل وهو آخر عام حدث فيه ثورة في القرارات الشجاعة من الإتحاد الإنجليزي.


ماهي league pyramid ؟ 

من سيقرأ أي خبر عن ماحدث مؤخرا في انجلترا، سيقرأ هذه العبارة league pyramid مامعناها؟ ماهو المقصود منها؟

هي نظام الدوري المرتبط بشكل هرمي، وسنوضح المقصود منها:

الإتحاد الألماني هو أكبر اتحاد في العالم من حيث عدد الأندية واللاعبين المُسجلين والاتحادات التي تتبع له، لديه ٣٣,٦٣٣ فريق مسجل رسمياً.
هذه الأندية مُوزعه على درجات، فهناك ٢٣٤٤ تصنيف أو درجة موجوده في المانيا، ٤٠٠ اتحاد صغير في المانيا (على مستوى المقاطعات والمناطق) وداخل كل درجة هناك مستويات متساوية او مختلفة.
هناك المستويات الثلاثه المحترفة، البوندس ليغا ، بوندس ليغا ٢ ، بوندس ليغا ٣.
بعدها تتسع العملية وتصل إلى مستويات متوازيه في مرحلة الإحتراف الجزئي والهواة، أي ان هناك درجات متوازية وليس درجة دائما اعلى من الأخرى لذلك تظهر بشكل هرمي.

في كل تصنيف من يفوز بالبطولة يصعد للتصنيف الذي يقع اعلى منه، كلما صعد الفريق في الهرم، هناك شروط أعلى وأكثر وهكذا حتى تصل إلى القمة وهي البوندس ليغا.


الإتحاد الإنجليزي لديه ١٤٠ دوري، ٤٨٠ درجة، قرابة ٧٠٠٠ نادي.

درجة ممتازة، اولى ،ثانيه، ثالثة وهي الدرجات المحترفة، بعدها تبدأ المناطق والمقاطعات موزعه على عدة مستويات.


لماذا اشرح هذه العبارة وأطيل فيها؟ 

http://www.bbc.com/sport/0/football/27340856

هذا تصريح رئيس رابطة الدوري الإنجليزي ريتشارد سكودامور، وتصريح جميع مسئولي الرابطة يكررون نفس الأمر ونفس العبارة لذلك مهم جدا معرفة ماذا يقصد من هذه العبارة بمعرفة الهيكلة التنظيمية لكرة القدم في الدولة نفسها وكل درجة لمن تعود إدارتها.

فلكم أن تتخيلوا حجم صناعة كرة القدم في هذه الدولتين، فالقرارات ليست جزافا ولاتخرج فجأة، ولكن من الطبيعي الإنتقاد والتعديل والتطوير.

كذلك لأوضح لكم لماذا الرابطة تنتقد الإتحاد مع انها تتبعها تنظيمياً ولكن لديها تصنيفات لايمكن للإتحاد التدخل من الناحية التنظيمية والإدارية والتسويقية والأمور المالية والشروط وغيرها، وحتى هذا القرار مع اعتراضهم عليه، هم يعلمون عنه بكل تأكيد وقاموا بدراسته مع الإتحاد ولكن هي إختلاف في وجهات النظر.

كذلك سيفقد سكودامور رئيس الرابطة الإنجليزيه منذ عام ١٩٩٩ شعبيته لدى الأندية المحترفة في الدرجات السفليه (الثانية والثالثة) ولكن أندية الدرجة الممتازة سيكونوا سعيدين للغاية بهذا القرار.


هل أندية B فكرة سيئة أم ممتازة وتستحق التجربة؟

الأحكام العامة في الغالب خاطئة، وسنوضح التجربة الألمانية في نظام أندية B وهي ماستطبقه انجلترا ولكن بتعديل بسيط:

في ٢٠٠٢ اعلن الاتحاد الالماني تطبيق نظام اندية B للدرجة الأولى من الموسم القادم ٢٠٠٣-٢٠٠٤ وخلال ٥ سنوات يجب تواجدها، في ٢٠٠٨ تم الإعلان عن الدرجة الثالثه الألمانية كأول مره يتم إعلان هذا التصنيف وتم لعب أول موسم ٢٠٠٨-٢٠٠٩، والسبب؟ لإدراج فريق B في درجة المحترفين لإمكانية تسويقه بشكل أفضل.



تشاهدون في الجدول تطور تصنيفات الدرجات في الإتحاد الألماني منذ تأسيس الدوري بعد الحرب العالمية الثانيةوحتى الآن. لن اتحدث عن تفاصيل معنى كل درجة ومايقع تحتها من درجات لأننا لن ننتهي! فهناك أكثر من ٢٣٤٤ تصنيف.

اندية B الألمانية لايمكن أن تتجاوز تصنيف الدرجة الثالثة وهي درجة محترفة بالكامل ايضا كما في الدرجة الثانية والأولى، اما الدرجة الرابعه او المناطق، فهي اما احتراف جزئي او محترفه بالكامل.

لماذا تتوقف أندية B عند الدرجة الثالثة؟ لأننا ذكرنا سابقا أن الدرجة الثالثة المحترفة تتبع نظاما الإتحاد الألماني، اما الدرجة الأولى والثانية تتبع الرابطة، فهناك اختلاف في وجهات النظر والأنظمة والشروط لدى الرابطة أصعب بكثير من الإتحاد. ( تحدثت سابقا في تغريدات لي مثلا عن مشاركة نادي ريدبول ليبزيغ الصاعد حديثا من الدرجة الثالثة إلى الثانية وعدم مطابقة الشروط للعب في الدرجة الثانية التي تتبع نظامها للرابطة، وتم تقديم استئناف للإتحاد وتم رفضه ولن يشارك في الدرجة الثانية الا بعد تنفيذ الشروط)

في اسبانيا وفرنسا، الأندية B تلعب في دوري المحترفين الثانية والثالثة ولكن لاتصعد لنفس الدرجة التي يقع فيها الفريق الأول. دائما أقل منه.

اما انجلترا بنظامها الحالي لايشاركون في الدرجات الإحترافيه نهائيا بل يلعبون في دوري المناطق والمقاطعات وغيرها.

في المانيا بدأ النظام في ٢٠٠٣ ولكن في ٢٠٠٤ بدأت الصراعات بين الأندية في الدرجات السفليه وبين الإتحاد (الرابطة رفضت هذا المقترح كما في انجلترا ) لأنها في النهاية تضر الدوري للدرجات الثانيه والثالثه المحترفة من الناحية التسويقية والمشاهدة والإهتمام وكذلك أخذ مقاعد في البطولة لايستحقونها! )

كذلك أن الأندية في هذه الدرجات تقوم بعملية إظهار النجوم كما تفعل الأندية الكبيرة فلماذا تشاركنا في هذه الدرجة أو التصنيف؟

كانت رؤية الأندية الألمانية الصغيرة بأن الأندية الكبيرة ستذهب للدول الأفريقية والبرازيل وشراء اللاعبين الصغار وجلبهم لألمانيا مع وفرة المال لديها مما ستصعب الأمور عليها كثيرا في صعودها للدجات العليا.

اندية B في المانيا تلعب في كأس المانيا (في اسبانيا تم ايقافها في منتصف التسعينات، فأندية B لاتلعب حاليا)، ومع زيادة الدخل للأندية في الدرجة الأولى ارتفع الصرف على اندية B وتطوير البنية التحتية بشكل أكبر.

المشكلة الأكبر التي تواجة أندية B في المانيا، عدم المتابعة الجماهيرية! لذلك الرابطة مازالت ترفض تواجدهم في الدرجة الثانية، مثلا بايرن B معدل الحضور الجماهيري قرابة ٩٠٠ مشجع وهو يلعب في الدرجة الرابعه وصعد للثالثه هذا الموسم. ( معدل الحضور لمباريات بارسا B قرابة ٣٩٠٠ مشجع، ريال مدريد B ٣٠٠٠ مشجع فقط، وهم يلعبون في الدرجة الثانية في اسبانيا)

فالمشجعين لايكترثون لهم إطلاقا فقط يهتمون بالنادي الأول لذلك قام الإتحاذ بإستحداث الدرجة الثالثه وجعل النادي B يصل إلى هذه الدرجة في محاولة لرفع عدد المشاهدات والحضور للفريق، ولكن مازالت المشكلة مستمرة ومن الصعب التسويق لفريق B.

الآن هناك صراع بين الأندية الكبيرة والإتحاد لصعود الفريق B للدرجة الثانية ولكن في هذه الحالة يجب موافقة الرابطة بحكم مسئوليتها كما أوضحنا في السابق.

كان وجود فريق B للأندية في الدرجة الأولى الألمانيه هو شرط رئيسي للمشاركة في البوندس ليغا ولكن في مارس ٢٠١٤ تم التصويت على أمرين مهمين:

١- رفض تكنولوجيا خط المرمى لزيادة التكاليف على الأندية.
٢- إلغاء شرط فريق B.

فبعد طلب نادي ليفركوزن ذلك  على الشرط الثاني وموافقة ثلثين اعضاء الإتحاد فتم إلغاء هذا الشرط، وأصبح الأمر اختياريا.

سبب التصويت على هذين الشرطين هي التكاليف المالية.

من تابع ردة الفعل من الصحفيين الأوروبيين والألمان، لم يكترثوا للثاني وكان التركيز فقط على الأول!

الآن في المانيا فريق B هو يُعتبر فريق تحت ٢٣ سنه، وهناك مطالبات من العديد من الأندية بوضعه تحت ٢١ سنه فقط، لأن المشكلة كما أوضحتها سابقا هي بين فريق الشباب والأول، أي من عمر ١٨ حتى ٢١-٢٢ سنه، فهي ٤ سنوات تكون قاتله للاعبين وقد تنهي مستقبلهم الكروي.

راينر زيتشخ وهو مدرب نورنبيرغ للشباب يقول: يجب تعديل المعدل العمري للفرق B من ٢٣ إلى ٢١ سنه، فلا يمكن أن يستمر لاعب في الفترة بين الشباب والفريق الأول أكثر من ٤ سنوات انها فترة طويلة جدا، حينها لايمكنه اللعب في الفريق الأول في أي نادي.

تكاليف فريق B على بعض الأندية لمدة سنه كاملة:
ليفركوزن ٨٠٠ الف يورو
شتوتغارت ٤ مليون يورو
هامبورغ ١,٥ مليون يورو
بايرن ميونخ ٦,٥ مليون يورو
دورتموند ٥ مليون يورو

مبالغ ضئيلة وقليلة جدا لاتكاد تمثل شئ لميزانية الأندية إطلاقا، ولكن..!

دورتموند من الأندية الأكثر نجاحاً في فريق B فهناك ٧ لاعبين ظهروا هذا الموسم سبق وشاركوا عبر فريق B سواء هذا الموسم أو مواسم سابقة.

الآن يتحدثون في المانيا عن أبرز إيجابيات إلغاء فريق B هي كثرة عدد الإنتقالات بالإعارة في المانيا بعد موافقة الأندية.

الأغرب أن ٥٠٪ من الأندية التي صوتت بالموافقة على الغاء شرط فريق B لاتنوي الغاء هذا الفريق! بل تريد أن يكون الخيار بالإستمرار من عدمه بيدها فقط!

ولكن هل قرار الإلغاء مفيدا؟ إذا قام ليفركوزن بهذه الخطوة والغى النادي، واراد لاحقا العودة سيبدأ من اسفل الهرم.

الأندية الإنجليزيه B ستبدأ من اسفل الهرم وتحتاج ٣-٥ سنوات لنراها في المقدمة ولكن ايضا تستطيع اللعب حتى الدرجة الأولى - وهي الدرجة التي تقع تحت الممتازة مباشرة - ولكن هل اللعب في فريق B أفضل أم الإعارة؟ ماهو حجم التأثير على الأندية الصغيرة التي تستفيد من اللاعبين الشباب في الأندية الكبيرة؟


اطلت في الحديث عن المانيا بوضعها الحالي، لأن مستقبل انجلترا بعد ٥ سنوات هو الوضع الحالي لألمانيا لذلك أردت شرح أطول وبشكل موسع قليلا عن المانيا لتتضح الصورة بشكل أفضل عن مستقبل انجلترا.

تحياتي للجميع.